للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَكا العِلْمُ حيناً بعدَ حِينٍ على (يَحْيَى) ... وآلى (١) يَميناً بعدَهُ لَمْ يَكُنْ يَحْيا

وأُزْلفَتِ الجَنَّاتُ والحَورُ زُخْرِفَتْ ... سُروراً بمَنْ أنْكَى لنُقْلتِهِ العُلْيا

رُزِئنا بمَنْ فيهِ فوائِدُ جَمَّةٌ ... تَقِي نَقِي راغِبُ الزُّهْدِ في الدُّنْيا

عَليمٌ بأخْبارِ النبي وعالِمٌ ... بها وسَديدُ القَوْلِ في مُشكِل الفُتْيا

لهُ دَرَجاتُ العِلْم والزُّهْدِ والتُّقَى ... وتَصْنيفُ مَن حازَ العُلومَ وما [أَعْيا] (٢)

أضاءَتْ مِن "المِنهاج" مِنَّا مَناهِجٌ ... وراحَتْ بهِ عينُ الرِّيا والرَّدِى عَمْيا

وبَثَّ لنا مِن نَشْرهِ آيَ "رَوْضَةٍ" ... على زَهْرها مِن زُهْدهِ دائماً بُقْيا

سقى الوابِلُ الوَسْمِي (٣) أرضَ نَوى نَوا (٤) ... كَما حَلَّ فيها صادق الرَّأي والرُّؤيَا

وحَيَّا الحَيا ذاكَ الضَّرِيحَ ومَنْ بِهِ ... وسُقْياً لأرْضٍ حَلَّ في رَبْعَها سُقْيا

ورثاهُ بعضُ المحبين في الله تعالى رحمه الله (٥):/ [٧٨]

بانَتْ مَسَرَّاتُنا مُذْ بانَ إخوانُ ... فأيْنَ مُعْتَبِرٌ فالدَّهْرُ حَيْرانُ

قدْ فارَقَتْ مِن نواحي الأرْضِ ساداتُها ... وغُيِّرَتْ بعْدَهُم للدَّهْرِ أزْمانُ

قَدْ نُقِصتْ مِثْلَ ما قَدْ قال ننقُصُها ... أطْرافَها (٦) فَافْتَكِرْ ما قالَ دَيَّانُ


(١) أي: أقسم.
(٢) ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.
(٣) (الوسمي): أول المطر.
(٤) في الأصل: "نوءاً"، غير أن الناظم سهل الهمزة.
(٥) انظر: "ترجمة الإمام النووي" (ص ٧٦)، وفيه ما يفيد أن اسمه غير معروف، ويستفاد من بيت رقم (٣٢) أن اسم ناظمها عثمان.
(٦) يشير إلى قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ِ (٤١)} [الرعد: ٤١] وإلى قوله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا (٤٤)} [الأنبياء: ٤٤].
قال ابن عباس -فيما رُوي عنه عند ابن جرير في "التفسير" (١٣/ ١١٧)، والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣٥٠)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ٤٣)؛ بسند ضعيف جدّاً، فيه طلحة بن عمرو؛ قال فيه أحمد: متروك- في نقص الأرض: "موت العلماء والفقهاء". وكذا قال مجاهد، وصوَّب ابن كثير غيره. انظر: "تفسير القرآن العظيم" (٢/ ٥٣٩)، و"الدر المنثور" (٤/ ٦٨)، و"تفسير الطبري" (١٣/ ١١٧).

<<  <   >  >>