للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "وجعلتُ أشرح وأصحح على شيخنا الإمام العالم الزاهد الورع ذي الفضائل والمعارف أبي إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي الشافعي رحمه الله (١) ولازمته".

قال: "فأعْجِبَ بي لما رأى من اشتغالي وملازمتي وعدم اختلاطي بالناس (٢)، وأحبَّني محبَّة شديدةً، وجعلني أعيد الدروس في حلقته لأكثر الجماعة".

قال: "فلما كانت سنة إحدى وخمسين؛ حجَجْتُ مع والدي (٣)، وكانت وقفة جمعةٍ، وكان رحيلنا من أول رجب".

قال: "فأقمتُ بمدينةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحواً من شهر ونصف".


= وعقب عليها بقوله: "والظاهر أن الحياء كان يمنعه السؤال عن ذلك".
وذكر نحوها السيوطي في "المنهاج السوي" (ص ٣٢) بعد تمام هذه الفقرة، فقال: " ... وقعدتُ مدَّة أغتسل منها بالماء البارد، حتى تشقق ظهري".
(١) هو أول شيوخه؛ كما صرح بذلك في (ص ٥٤)، وستأتي ترجمته هنالك.
(٢) قال الذهبي-فيما نقله النعيمي في "الدارس" (١/ ٧٨) عنه- عن الإمام النووي: "وضُرِبَ به المَثلُ في إكبابه على طلب العلم ليلاً ونهاراً، وهجره النوم إلا عند غلبة، وضبط أوقاته بلزم الدَّرس، أو الكتابة، أو المطالعة، أو التردد على الشيوخ".
وحكى البدرُ ابن جماعة أنه سأله عن نومه، فقال: "إذا غلبني النومُ؛ استندتُ إلى الكتب لحظةً ثم أنتبه".
ذكره السخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (٣٦)، وفيه عن البدر أيضاً قال: "كنتُ إذا أتيتُه أزوره؛ يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكاناً أجلس فيه".
(٣) وكانت هذه حجة الإسلام، وحج مرة أخرى؛ كما صرح به السيوطي في "المنهاج السوي" (لوحة ٥/ ب)، ويستأنس له بقول ابن كثير في "تاريخه" (١٣/ ٢٧٩) أنه حج في مدَّة إقامته بدمشق، ولما رجع من حجة الإسلام؛ لاحت عليه -كما قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء"- أمارات النجابة والفهم، قاله السخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (ص ٦).
وقال الأستاذ شحادة العمري في أطروحة للماجستير "الإمام النووي وجهوده في التفسير" (ص ٣٣): =

<<  <   >  >>