للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوليس لدى الشيعة تواتر على ولاية عليٍّ رضي الله عنه، بل لدى بعضِهم تواترٌ على سورٍ من القرآن غير التي بين أيدينا.

فهل لأولئكَ أن يقولوا: هذا القرآن قرآنُكُم أنتم وحدَكُم! فكيف تردُّون عليهم؟

ثمّ كيف يستقيم لكم تكذيب كتب السنة، والطعن فيها وبأصحابِها، وتصديق كتب التاريخِ والرواية عنها، والطائفتان من الكتب لذوات المؤلفين:

فعلى سبيل التمثيل:

هذا هو الإمام أبو جعفر الطبري (١) له «تفسيره»، و «تاريخه»، و «تهذيب الآثار».

والحافظُ ابن كثير الدمشقيّ (٢) له «تفسيره»، و «تاريخه»، و «جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن».

وعدوكم الأول الإمام البخاري له «صحيحه» وتواريخه: «الأكبر» و «الوسط» و «الأصغر» (٣).

وكذلك ابن سعد (٤) له «الطبقات الكبرى» وهو مليءٌ ـ إضافةً إلى الأحداث والأخبار التاريخية والتراجم ـ بالأحاديث المسندة ....

فما هذا التناقُضُ الشنيع، والتخبُّط المُريع؟ أم هو الحقدُ الأعمى، والوتر الأعشى، غشّى الأبصار والبصائر معاً؟


(١) محمد بن جرير بن يزيد الطبري، إمام المفسرين، وإمام المؤرخين، الحافظ الفقيه المجتهد.
«تفسيره» و «تاريخه» عمدتا المفسرين والمؤخين؛ لقدمِهما وروايتهما بالإسناد. توفي سنة (٣١٠ هـ).
يُنظر لترجمته: «الوافي بالوفيات» ٢/ ٢١٢ - ٢١٤ الترجمة (٧٢٢).
(٢) إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، أبو الفداء، عماد الدين الحافظ المؤرخ الفقيه الشافعيّ.
من أشهر كتبه «البداية والنهاية»، و «تفسير القرآن العظيم». توفي سنة (٧٧٤ هـ).
(٣) وهي كتب تراجم اكثر من كونها كتباً تسرد أحداثاُ تاريخية، وإن كانت لا تخلو من قدرٍ منها.
(٤) محمد بن سعد بن منيع الزهري، أبو عبد الله: مؤرخ حافظ محدث ثقة.
صحب الواقديَّ، وكتب له وروى عنه؛ فعرف بكاتب الواقدي. له «الطبقات الكبير». توفي سنة (٢٣٠ هـ).
يُنظر لترجمته: «الوافي بالوفيات» ٣/ ٧٥ الترجمة (١٠١١).

<<  <   >  >>