عمل لدى البريطانيين موظّفاً في شركة الهند الشرقية، ثم في أكثر من وظيفةٍ حتى شرَعَ في محاولة إنهاء ثورة الهنود على البريطانيين عام ١٨٥٧ م، فكوفئ بلقب «صاحب نجمة الهند» وعضوية شرفية في الجمعية الملكية الآسيوية في لندن. عمل في أثناء ذلك على التلاعب بالقرآن الكريم عبر تفسيره تفسيراتٍ مبتدَعةٍ تنفي كثيراً من حقائقه معتمداً على ما يظنه العقل فحسب، ثم أخذ يدعو إلى تأويل الأحاديث النبوية، ثم نادى بالتشكيك فيها، واستمرّ في دعوته حتى وفاته سنة ١٨٩٨ م. ترجم أحمد أمين في كتابه «زعماء الإصلاح» للسيد أحمد خان ترجمة مطولة شغلت الصفحات ١٢١ - ١٣٨ منه، إلا أنّ أحمد أمين قدّمَ صورةً لأحمد خان حرصَ فيها على تلميعه بحيث يبدو عبقريّاً مُصلِحاً أتى بما لم تستطعه الأوائل. إضافةً إلى أنّه لم يتطرّقْ إلى قضية إنكار السنة في فكر أحمد خان، مع أنه ذكرَ جرأته في آرائه التي كُفِّرَ وحُورِبَ من أجلها، ومنها ادعاؤه أنّ لفظ القرآن الكريم من عند النبي صلى اله عليه وسلم، وأنّ الوحيَ كان بمعناه فحسب. ولكن الطريفَ في ما ترجم أحمد أمين به لأحمد خان أنّ هذا الأخير انتمى إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأنّى للنقيضين أن يجتمعا؟ اللهم إلا إن كانت مرحلةً مؤقتةً في حياته. يُنظَر لأجل ترجمته أيضاً: «الفرق الإسلامية منذ البدايات» ص ٣٧٥ - ٣٧٧.١١١ (٢) إمام الطائفة الإسماعيلية الأغاخانية الثالث والأربعون، ولد في كراتشي سنة ١٨٧٧ م لسلالة الآغاخان الأرستقراطية، استلمَ زعامة الطائفة وهو في الثامنة من عمره، تبوّأَ مكانة اجتماعيةً وسياسيةً مرموقةً في المجتمع الهندي؛ بسبب نفوذ أسرته الكبير، وثرائها الفاحش، ثم امتدّ نفوذُهُ إلى التدخّل في العديد من قضايا العالم الإسلامي، وتوسّع دولياً حتى ترأس عصبة الأمم سنة ١٩٣٧، وقام بمهامَّ دوليةٍ عديدة منها التوسط بين ألمانية النازية والحلفاء. كان يجيد لغاتٍ عديدة، مطّلعاً على الفلسفة واللاهوتيات، مهتماً بنشر التعليم في بلاد الهند والعالم الإسلامي، أمر أتباعه بأن تخلع نساؤهم الحجاب؛ بدعوى أنه يتعارض والعقائد الإسماعيلية، ووجههم إلى لزوم تعليم المرأة ونزولها جنباً إلى جنب الرجل في ميادين الحياة. تزوج أربع مراتٍ، وتوفي في سويسرا سنة ١٩٥٧ ونُقل رفاته إلى حيث دُفن في أسوان في مصر بعد عامين. ترجم له د. مصطفى غالب ترجمةً مطولة في كتابه «تاريخ الدعوة الإسماعيلية» ص ٣٢١ - ٣٧٨. (٣) الآغاخانية فرقةٌ تتبعُ الآنَ إمامَها كريم آغاخان الرابع، وهو ينتسب بسلسلة ـ لا يعترفُ بها إلا طائفتُهُ ـ إلى سيدنا الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما، ولأجل ذلك يقولون عنه: «كريم شاه الحسيني». ترى هذه الطائفةُ أنّ إمامَها هو الإمامُ التاسع والأربعون لسلالة الأئمة التي تبدأ بعليٍّ رضي الله عنه، وتتفرّع إلى الفرع الإسماعيلي؛ تميُّزاً عن متابعة إمامة موسى الكاظم ابن جعفر الصادق رحمهما الله؛ كما عند الشيعة الإمامية. ثم تتلاقى الإمامة الإسماعيلية والخلافة الفاطمية بدءاً من عبيد الله بن ميمون القداح ـ الملقب بالمهدي ـ الذي يُشكّكُ أكثر المؤرخين بانتسابه إلى الإسلام فضلاً عن أن يكون ابنَ السلالة المشرّفة. وتنشقُّ الإسماعيلية فرقتين: نزارية ومستعلية، وتستمر أولاهما في بلاد فارس بجهود شيخ ما سمي بجماعة الحشاشين الحسن بن الصبّاح، ثم تتفرقُ الطائفةُ إلى ثلاث فرقٍ: الآغاخانية في بلاد الشام وأواسط آسيا. واثنتان تنكران إمامة الأسرة الآغاخانية، وهما: المؤمنية في بلاد فارس، والسويدانية في بلاد الشام. يُنظر: «تاريخ الدعوة الإسماعيلية» للدكتور مصطفى غالب، و «المذهب الإسماعيلي الشيعي المعاصر» لحسام خضور.