للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نعم، في "الحلية" لأبي نعيم -في ترجمة "سالم مولى أبي حذيفة" بسند فيه ابن لهيعة- أن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن سالمًا شديد الحب لله عز وجل، لو لم يخف الله لم يعصه" (١).

ومن جهته أورده صاحب "الفردوس"، فيحصل الغرض في التمثيل بذلك.

وأما [مثال] (٢) الثاني وهو: "لو لم تكن ربيبتي في حجري" فإنه في "الصحيحين".

الثاني من معاق "لو": التمني، نحو: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} [الشعراء: ١٠٢]. أي: فليت لنا كرة، ولهذا ينصب المضارع في جواب "لو" كما ينصب في جواب "ليت".

ثم اختُلف في هذه، فقيل: إنها الامتناعية، أشربت معنى التمني.

وقيل: قسم برأسه.

وقيل: إنها المصدرية، أغنت عن التمني، لكونها لا تقع غالبًا إلا بعد مفهم تَمَنٍّ. واختار هذا القول ابن مالك، وغلط الزمخشري في عَدِّها حرف تَمَنٍّ، لمجيئها مع فِعل التمني في قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: ٩]، ولو كانت للتمني لَمَا جمع بينهما، كما لا يُجْمَع بين ["ليت"] (٣) وفِعل تَمَنٍّ.

وأُجيبَ بأن حالة دخول فِعل التمني عليها لا تكون حرف تمنٍّ، بل مجردة عنه، وهو مراد الزنحشري وغيره ممن أثبتها للتمني.

الثالث: العَرْض، نحو: لو تنزل عندنا فتصيب خيرًا.


(١) حلية الأولياء (١/ ١٧٧) بلفظ: "إِنَ سَالِمًا شَدِيدُ الحبِّ لله عَزَّ وَجَلَّ، لَوْ كَانَ لَا يَخَافُ اللهَ- عَزَّ وَجَلَّ - مَا عَصَاهُ".
(٢) في (ق، ظ، ض): بيان.
(٣) في (ق، ت): ليت ولعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>