مع أنه لا عموم فيهما؛ ولهذا احترز عنه الغزالي في تعريفه السابق بقوله:(اللفظ الواحد) إلي آخِره.
وما قاله ممنوع.
أما الأول: فقد بيَّنا أنه يخرج بقيد الاستغراق أو بقيد عدم الحصر.
وأما الثاني: فلأن الكلام في المفرد، وأما "ضرب زيد عمرًا" فليس بمفرد.
وقد سبق تقرير أن العموم من عوارض المفرد وأقسامه، فكيف يدخل في ذلك المركَّب؟ !
والتقدير في التعريف:"العام: اللفظ المفرد" كما سبق تقريره في شرح الحد.
وأيضًا فقد سبق في تفسير "الاستغراق" أنه الدلالة على كل فرد من جهة واحدة، و"ضرب زيد عمرًا" دال من جهات متعددة، فكل كلمة دالة على معناها؛ فلا استغراق.
وأما ما اختاره ابن الحاجب في تعريفه بقوله:(ما دل على مسميات باعتبار أمر اشتركت فيه مطلقًا ضربة)(١) فإنه سالم من أمورٍ أُوردت على ما سبق.
وقال:"مطلقًا"، ليحترز عن المعهود؛ فان د لالته بقرينة العهد.
قلتُ: وهو معنى قولي: (يُطْلقُ)، وهو مؤخر من تقديم، وهو وفاعله جملة حالية، والتقدير: العام هو اللفظ حال كونه مطلقًا -لا بقرينة- المستغرِق لِمَا يصلح له.
ويجوز أن تكون الجملة في موضع رفع؛ صفة لِلَّفظ؛ على قاعدة:"الجملة إذا وقعت بعد المعرَّف بِـ "أل" الجنسية فإن فيها الوجهين".
إلا أنَّا قد قدَّمنا أن الألف واللام ينبغي أن تكون للعهد وهو ما له معنى، لا مطلق