وفي التمثيل به أيضًا نظر؛ لاحتمال أن يكون مِن القائلين بأن "مَنْ" الشرطية لا تتناول الإناث. وقد سبقت المسألة.
ومن أمثلة المسألة أيضًا حديث:"لا يحتكر إلا خاطئ"(١). رواه مسلم من حديث سعيد بن المسيب، عن معمر بن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وكان سعيد يحتكر الزيت، فقيل له، فقال:(إنَّ مَعمرًا راوي الحديث كان يحتكر).
وقد خصص الشافعي تحريم الاحتكار بالأقوات، كأنه ذهب إلى أن مذهب الصحابي أو الراوي يُخَصّص به، فيُخرَّج له بذلك قول آخر في المسألة.
وقد يُقال: لا يَلزم أنَّ ذلك لأجل حَمل الراوي، بل لأنه استنبط مِن النص معنى خَصَّصه، وذلك المعنى هو شدة الإضرار في قوام الأنفُس غالبًا، وغايته أنه عضد ذلك بفعل الراوي.
واعْلم أنَّ بعضهم يمثِّل بهذا المثال لتخصيص الراوي غير الصحابي وهو احتكار سعيد.
وفيه نظر؛ فيحتمل أنه إنما تبع احتكار الصحابي وهو معمر، وإنما يكون ذلك أنْ لو كان سعيد وَحْده احتكر.
(١) صحيح مسلم (رقم: ١٦٠٥) بلفظ: (مَن احتكر فهو خاطئ).