للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ارتكتاب الشهوات، والانهماك في الحرمات ١، إلاّ أقوى الأيادى ٢ الزاجرة للطغاة والعتاة ٣، ولأجل هذا المعنى قالوا: (إنّ الله يدفع بالسلطان ما لا يدفع بالقرآن) ٤.

قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} أي: لو أنّ الله أقام السلطان في الأرض، لدفع القوي عن الضعيف، لفسدت الأرض بتواثب الخلق بعضهم على بعض، فلا ينتظم لهم حال، ولا يستقيم لهم قرار. ولا زال الأئمة قديماً وحديثاً يندبون السلاطين، ويحثّونهم على قتال من اتصف من القبائل أو غيرهم بتلك الصفات.

وعليه فما ذكرقموه من كونهم متمالئون على الإنكار، مع علمهم بالأعين والآثار ٥، صحيح بحسب ما علم من قبائل الزمان، فإنْ أعلنوا ذلك وأشهروه ٦، فالواجب قتالهم ومعاقبتهم، لأنّهم حينئذ مخالفون لأهل الإسلام.

وقد قال الإمام "ابن العربي" ٧:- كما يأتي- (قد اتفقت الأئمة على أن من


١ - في "ج": (المحرمات).
٢ - في "ب" و"ج" و"د": (الأيدي).
٣ - مفرده: العاتي، وهو: الجبار، والمجاوز للحدّ في الاستكبار، وقيل: هو المبالغ في ركوب المعاصي، المتحرر الذي لا يقع منه الوعظ والتنبيه موقعاً. (الرازي- الصحاح: ٣٢٦).
٤ - أخرجه "ابن كثير في تفسيره ": ٥/ ١٥٩ مرفوعاً بلفظ: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".
وأورده ابن الأزرق في "بدائع السلك في طبائع الملك": ١/ ٦٨، في "الفاتحة الثالثة من المقدمة الثانية" بلفظ: "ان الله ليزع ... ".
وابن تيمية في "مجمع الفتاوى": ٨/ ١٠٧ "فصل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
٥ - مفرده الأثر: وهو العلاّمة. (المعجم الوسيط:١/ ٥).
٦ - من شهره- شهراً- وشهرة: أعلنه وأذاعه. (المعجم الوسيط: ١/ ٥٠٠).
٧ - أبو بكر، محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلى، المالكي: قاض، من حفاظ الحديث، رحل إلى الشرق، وبرع في الأدب، وبلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين، وصنف كتباً في الحديث والفقه والأصول والتفسير والأدب والتاريخ، قال ابن بشكوال عنه: (ختام علماء الأندلس، وآخر أئمتها وحفاظها، من كتبه: "العواصم من القواصم- ط " و"عارضة =

<<  <   >  >>