للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفعل المعصية يقاتل عليها ويحارب) ١ اهـ.

ولا معصية أعظم ممّا وصفتم به أولئك القبائل، إذّ المعصية شاملة لذلك وللغصب والعمل بالربا وترك الجماعة والجمعة والأذان وغير ذلك، كما صرّح به هو بنفسه ٢ عند قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّة [٣/ب] وَرَسُولَهُ} ٣، الآية.

ومن ذلك ما ذكره "البرزلي" ٤ قائلاً: (نزلت (الأعراب) ٥ على تونس يريدون دخول الغابة لإفساد كرومها ٦ على عادتهم الفاسدة للتضييق على المسلمين) ٧.

قال: (فندب شيخنا الإمام- رحمه الله- الناس إلى قتالهم، وذكرهم قول ٨


= الأحوذى في شرح الترمذي- ط" و"أحكام القرآن- ط". مات قرب فاس (سنة ٥٤٣هـ). (ابن بشكوال- الصلة: ٥٣١، وابن خلكان- وفيات الأعيان: ١/ ٤٨٩، وابن فرحون- الديباج: ٢٨١، والزركلي- الأعلام: ٦/ ٢٣٠).
١ - أنظر: ابن العربي- أحكام القرآن: ٢/ ٥٩٣، "سورة المائدة/ آية ٣٣". قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ ... الآية}.
٢ - أي: ابن العربي- نفس المصدر السابق.
٣ - أبو القاسم بن أحمد بن محمد القيرواني، المعروف بالبرزلي: الفقيه المالكي، المفتي، شيخ الإسلام، من كتبه: "جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكّام- خ". مات بتونس (سنة ٨٤٤هـ). (التنبكتي- نيل الابتهاج: ٢٢٥ - ٢٢٦، الزركلي- الأعلام: ٥/ ١٧٢).
٤ - سورة المائده/ آية ٣٣، وتمامها: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّة وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
٥ - في "ب": (العرب).
٦ - مفرد الكرم، وهو العنب.
٧ - أنظر فتاوى البرزلي: ٤/ ٢٤٠ - ب، "في مسائل الحرابة".
٨ - وهو قوله في أعراب قطعوا الطريق: (جهادهم أحب إليّ من جهاد الروم) أنظر فتاوى البرزلي: ٤/ ٢٤٠ - أ.

<<  <   >  >>