للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من المبالغات في هذا الباب) ١ اهـ.

وقال- تعالى-: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} ٢.

قال "البيضاوي " ٣: (أي: لا تميلوا إليهم أدنى ميل، فإن الركون: هو الميل القليل كالتزيّي بزيهم وتعظيم ذكرهم، وإذا كان الركون إلى من وجد فيه ما يسمّى ظلماً يلحقه هذا الوعيد، فما ظنّك بالركون إلى الظالمين الموسومين بالظلم، ثم بالميل إليهم كل الميل، ثم بالظلم نفسه والانهماك فيهه) ٤ اهـ.

وقال "ابن عطية": ("ولا تركنوا" يقال: ركن يركن، ومعناه السكون إلى الشيء والرضي به، فالركون يقع على قليل هذا المعنى وكثيره) اهـ. الغرض منه.

وقال في "الكشاف": ("ولا تركنوا" متناول الانحطاط ٥ في هواهم، والانقطاع إليهم، ومصاحبتهم، ومجالستهم، وزيارتهم، ومداهنتهم ٦، والرضي بأعمالهم، والتشبه بهم، والتزيّ بزيهم، ومدّ العين إلى زهرتهم [وذكرهم] ٧ بما فيه تعظيم لهم) ٨.

قال: (وتأمل قوله: "ولا تركنوا" فإن الركون هو: الميل اليسير، وهذا


١ - أنظر: الزمخشري - الكشاف:١/ ٦٦٧.
٢ - سورة هود/ آية ١١٣، وتمامها: {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}.
٣ - أبو سعيد: عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي، ناصر الدين البيضاوي: قاض، مفسر، علاّمة، من كتبه: "أنوار التنزيل وأسرار التأويل- ط"، و"طوالع الأنوار- ط" و"لبّ اللّباب في علم الإعراب" مات في تبريز (سنة ٦٨٥هـ). (ابن كثير- البداية والنهاية: ١٣/ ٣٠٩، الداودي- طبقات المفسرين: ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣، كبرى زاده- مفتاح السعادة: ١/ ٤٣٦).
٤ - أنظر: البيضاوى- أنوار التنزيل: ٢٣١.
٥ - من انحطّ: أيّ: نزل وانحدر: (المعجم الوسيط: ١/ ١٨٢).
٦ - من داهن وهي: المسالمة، والمصالحة. (المصباح المنير:١/ ٢٤٤).
٧ - ساقطة من جميع النسخ، والإضافة من "الكشاف": ٢/ ٤٣٣.
٨ - أنظر: الزمخشري- الكشاف: ٢/ ٤٣٣، سورة هود / آية ١١٣.

<<  <   >  >>