للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيمن ركن إلى من ظلم فكيف بالظالمه) ١.

قال: (وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دعا لظالم بالبقاء، فقد (أحبّ) ٢ أن يعصي (الله) ٣ في أرضه" ٤.

ولقد سئل "سفيان الثوري" ٣ عن ظالم أشرف على الهلاك في بريّة، هل يسقى شربة من ماء؟ فقال: (لا، فقيل له: يموت، فقال له: دعه يموت) ٦ اهـ. [٦/ب]

وإذا كان هذا الوعيد الفظيع لاحقاً لمن لا يتناهى عن المناكر، فضلاً عمّن يباشرها كهؤلاء القبائل الذين وصفتهم، أو لمن ركن إلى الظالم الركون اليسير فكيف بمن يكتم على الجواسيس والغصّاب والتجار الحربيين ونحوهم، ويطعمهم


١ - أنظر: الزمخشري- الكشاف: ٢/ ٤٣٣، وقد أورده "المصنف" هنا مختصراً، وتمامه قوله بعد: (هو الميل اليسير): (إلى الذين ظلموا، أي: إلى الذين وجد فيهم الظلم، ولم يقل إلى الظالمين، وحكي أن "الموفق" صلّى خلف الإمام، فقرأ بهذه الآية، فغشي عليه، فلما أفاق قيل له، فقال: "هذا فيمن ركن إلى من ظلم، فكيف بالظالم! ").
٢ - في "الأصل": (حب)، وما أثبتناه من "ب" و"ج" و"د" مناسب للسياق.
٣ - في "ب": (يعصي الله ورسوله) وهي زائدة، والصحيح سقوطها، كما هو ثابت في الموضع الذي نقل منه المصنف وهو: (الزمخشري- الكشاف: ٢/ ٤٣٤، وكما هو ثابت- أيضاً- في كتب الحديث، ككتاب "كشف الخفاء للجراحي": ٢/ ٣٢٥.
٤ - أورده الجراحي في "كشف الخفاء ومزيل الالباس عمّا اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس": ٢/ ٣٢٥، وقال: (ذكره البيهقي في الشعب، وابن أبي الدنيا في الصمت من قول الحسن البصري، وأخرجه أبو نعيم في ترجمة "سفيان الثوري من قوله، لكنه لم يرو في المرفوع).
والغزالي في "الإحياء": ٢/ ٨٧، وقال العراقي في تخريجه: (لم أجده مرفوعاً، وإنما رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الصمت" من قول الحسن).
أنظر: كتاب الصمت وآداب اللّسان: ٣٤٤ رقم ٢٣١.
٥ - أبو عبد الله: سفيان بن سعيد الثورى: المحدث، الحافظ، العالم، التقي، نشأ في الكوفة، وسكن مكة والمدينة، وانتقل إلى البصرة، من كتبه: "الجامع الكبير" و"الجامع الصغير" وكتاب في "الفرائض"، مات (سنة ١٦١هـ). (ابن سعد- الطبقات: ٦/ ٢٥٧، ابن حجر - تهذبب التهذيب: ٤/ ١١١، ١١٥، الزركلي- الأعلام: ٣/ ١٠٤ - ١٠٥.
٦ - أنظر: الزمخشري - الكشاف: ٢/ ٤٣٤.

<<  <   >  >>