للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ١.

والكتمان على الجواسيس والغصّاب، أو عدم التناهي عن المناكر، أو مخالطتهم إثم وعدوان، فكيف بحمايتهم أو مواساتهم كما هو الموجود من أهل الفساد!.

وقال "ابن العربي" - عند قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّة وَرَسُولَهُ ... }: (فقد اتفقت الأئمة الأربعة على أن من يفعل المعصية يقاتل ويحارب، كما لو اتفق أهل بلد على العمل بالربا، أو على ترك الجماعة، أو تعطل الجمعة، أو ترك الآذان، فإنهم يقاتلون على ذلك) ٢.

والمراد منه قوله: (من يفعل المعصية، لأن المعصية شاملة لجميع ما تقدّم وغيره، ولا خصوصيّة لما مثّل به.

وهذا الفصل كله داخل تحت قول الشيخ "خليل": (وعزّر ٣ الإمام لمعصية الله، أو لحق آدمي ... إلى قوله: وإنْ زاد على الحدّ-، أو أتى على النفس ... إلخ) ٤.


١ - سورة المائدة / آية ٢، وتمامها: {يَا أَيُّةا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّةرَ الْحَرَامَ وَلَا الْةدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْئا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّة إِنَّ اللَّة شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
٢ - أنظر: ابن العربي- أحكام القرآن: ٢/ ٥٩٣.
٣ - التعزير: التأديب، ومنه: التعزير الذي هو الضرب دون الحدّ. (الرازي- مختار الصحاح: ٣٣٨).
٤ - أنظر: مختصر خليل: ٢٨٩"باب (شرب المسلم المكلف ما يسكر جنسه). والنص كامل كما ورد: (وعزر الإمام لمعصية الله، أو لحق آدمي حبساً ولوماً، وبالإقامة، ونزع العمامة، وضرب بسوط أو غيره، وان زاد على الحدّ أو أتى على النفس)، فقال الزرقاني في شرحه لخليل: ٨/ ١١٥ - ١١٦، (ولما فرغ من الكلام على الحدود التي جعل الشارع فيها شيئاً معلوماً، بل يختلف باختلاف الناس، وأقوالهم، وأفعالهم، وذواتهم، وأقدارهم، فقال: "وعزّر الإمام" أو نائبه "لمعصية الله " وهي: ما له للآدمي إسقاطه كالأكل في نهار رمضان بغير عذر إلاّ أن يجيء تائباً، "أو لحق آدمي" وهو: ما له اسقاطه كشتم آخر وضربه، أو أذاه بوجه لا ما ليس لله فيه حق، لأنه ما من حق لآدمي إلاّ ولله فيه حق، وذلك اما: بالحبس أو باللّوم، والتوبيخ، أو بالاقامة من المجلس، أو بنزع العمامة، وضرب بالسوط أو غيره "وان =

<<  <   >  >>