للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال النووي ١: "وقال به: سعد بن أبي وقاص ٢، وجماعة من الصحابة" ٣، ولا يضر الشافعي مخالفة أهل الأمصار، إذا كانت السنة معه، وهذا القول هو المختار لصحة الحديث، وعمل الصحابة على وفقه) اهـ.

قال ٤: (فقف على قول النووي: ولا يضر الشافعي مخالفة أهل الأمصار إذا كانت السنة معه، وعلى قوله: وهذا القول هو المختار) اهـ.

وتعقبه الشيخ التاودي بقوله: (لا شاهد لهم، أي: للنووي ومن معه في الحديث المذكور، لأنّه في حق من صاد في الحرم، فبعيد أنْ تقول به في غيره، كمن رعى حيث لا يجوز له، أو قطع شجراً مملوكاً، فلا يؤخذ سلبه، وإنّما عليه قيمة ما أتلفه) ٥ اهـ.

قلت: يرد هذا التعقب بأن: معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "فخذوا [١٤/أ] سلبه " أي: فعاقبوه بأخذ ماله على معصيته التي ارتكتبها.

فإن تمحّض ٦ الحق لله- كالصيد في الحرم، وعدم التناهي عن المنكر،


١ - أبو زكريا محيي الدين: يحيى بن شرف بن مري الحزامي، الشافعي، العالم، الفقيه، المحدث، ولد في "نوا"، وتعلم في دمشق، من كتبه::تهذيب الأسماء واللغات- ط" و"منهاج الطالبين- ط" و"المنهاج في شرح صحيح مسلم- ط". مات "بنوا" (سنة ٦٧٦هـ). (السبكي- طبقات الشافعية: ٥/ ١٦٥، كبرى زاده- مفتاح السعادة:١/ ٣٩٨، الزركلي - الأعلام: ٨/ ١٤٩ - ١٥٠).
٢ - أبو اسحاق القرشي الزهري، الصحابي الأمير، فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، يقال له: فارس الإسلام، له في كتب الحديث (٢٧١ حديثاً)، مات (سنة ٥٥هـ). (ابن الجوزي- صفة الصفوة:١/ ١٣٨، ابن الأثير- أسد الغابة: ٢/ ٢٩٠، الزركلي- الأعلام: ٣/ ٨٧).
٣ - نقله الشوكاني في "نيل الأوطار": ٥/ ٣٤، وقال: (قال الماوردي: يبقى له ما يستر عورته، وصحّحه النووي واختاره جماعة من أصحاب الشافعي).
٤ - أي: الشيخ ميّارة.
٥ - شرح التاودي على لاميّة الزقاق: ١٦٠.
٦ - وهو كل شيء خلص، حتى لا يشوبه شيء يخالطه. (المعجم الوسيط: ٢/ ٨٦٢).

<<  <   >  >>