للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي قوله- عليه الصلاة والسلام-: " (ممبعة) يظلّهم الله بظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: إمام عادل ... الحديث " ١ إلى غير ذلك.

وإن هو زاد على الدين الواجب بغير حق فهو ظالم للمديان، وإنْ نقص بغير موجب فهو ظالم لليتيم، وكذا إنْ استوفى الديون وأمسكها ولم يدفعها لأربابها فهو ظالم لهم، داخل في قوله تعالى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَةنَّمَ حَطَبًا} ٢.

وقد تقدّم- في الفصل السادس-: " أنّه يؤخذ للمظلوم من [٢٣/أ] حسنات ظالمه، بكل دانق مسبعون صلاة مقبولة" ٣. والدانق: سدس الدينار أو الدرهم.

فيجب على الإمام: الاجتهاد بقدر طاقته في الكشف عن العمّال- كما مرّ في الفصل السادس-: أنه يبالغ في الكشف عن خبرهم بحسب قوة التهمة وضعفها- ولا يغترّ فيهم بكلام من (يزين) له الوقت، فإنّ أكثر العمّال جهّالاً لا يتّقون الله، ولا يتحفظون من المداهنة ٤، والنفاق، والكذب.

وفي أفضل من عمّال الوقت، يقول سيّدنا علي- كرّم الله وجهه-: "المغرور من غررتموه" ٥.

وقد كتب الشيخ محرز ٦ - الذي سأل من الشيخ "أبي محمد بن أبي زيد:


١ - أخرجه البخاري في "صحيحه". "أنظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر: ٢/ ١٤٣، "كتاب: الأذان " "باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المسجد". ومسلم في "صحيحه": ٢/ ٧١٥، "كتاب الزكاة"، "باب: فضل اخفاء الصدقة".
٢ - سورة الجن/ آية ١٥.
٣ - أورده الزرقاني في "شرحه لمختصر خليل"، تقدم في: ١٧٠.
٤ - هي: إظهار خلاف ما يضمر، كالادهان، والغش. (ترتيب القاموس المحيط: ٢/ ٢٤٢). بحثت عنه فلم أقف عليه.
٦ - هو: محرز بن خلف بن رزين البكري، من نسل أبي بكر الصديق، مؤدب تونسي، زاهد، تهافت عليه الناس للتبرك به وسماع كلامه، يعلم القرآن والحديث والفقه، وكان سلفياً، سمع في أحد سواق "القاهرة" رجلاً يسب السلف، فأمسك بطرف ثوبه وصاح: أيها الناس إنّي لا أرضى!؟ فتهاووا على الرجل حتى تقطع لحمه بين أيديهم، مات (سنة ٤١٣هـ). (ابن القنفذ- شرف الطالب في أسنى المطالب "في كتاب ألف سنة من الوفيات": ٥٣، الزركلي- الأعلام: ٥/ ٢٨٤).

<<  <   >  >>