للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من أحد إلاّ سيكلمه ربّه يوم القيامة كفاحاً، ليس بينه وبينه ترجمان ... الخ " ١.

والسلطان خليفة الله في أرضه في الدنيا، فإذا احتجب، واتّكل- في الفصل بين العباد- على غيره، لزم أنْ يكون- والعياذ بالله- أشرف من خالقه، وذلك أسرع شيء إلى زوال ملكه.

قال الإمام الطرطوشي، وغيره: (وإذا احتجب السلطان عن سماع الشكايات بنفسه، فإنه أسرع شيء إلى خراب ملكه، لأن بطانة السوء والعمال يلعبون في أرواح الخلائق، وحريمهم، وأموالهم، لأنّ الظالم حينئذ [٢٤/ب] قد أمن (أن لا يصل) ٢ المظوم إلى السلطان.

قال: قال الحكماء: لا تزال الرعية ذا سلطان ما وصلوا إلى سلطانهم، (فإذا احتجب فهناك سلاطين كثيرة، وذاك مفض للجور والظلم) ٣ ٤.


١ - أخرجه البخاري في "صحيحه". "أنظر فتح الباري في شرح صحيح البخاري": ١١/ ٤٠٠ "كتاب: الرقاق" "باب: من نوقش الحساب عذب" عن عدي بن حاتم قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما منكم من أحد إلاّ وسيكلّمه الله يوم القيامة ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئاً قدّامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن إستطاع منكم أن يتّقي النار ولو بشق تمرة).
ومسلم في "صحيحه": ٢/ ٧٠٣، "كتاب: الزكاة" "باب: الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار" عن عدي بن حاتم. والترمذي في "سننه": ٤/ ٦١١، "كتاب: صفة القيامة" "باب: في القيامة"، وقال: (قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح).
وابن ماجة في "سننه": ١/ ٦٦ "كتاب: المقدمة" "باب: فيما أنكرت الجهمية". وأحمد في "مسنده": ٤/ ٢٥٦.
٢ - في "الأصل" (وصول) وكذلك في "ج"، وفي "ب" (من دخول) وما أثبتناه قد ثبت في كتاب "سراج الملوك للطرطوشي".
٣ - ساقطة من "ب".
٤ - أنظر: الطرطوشي- سراج الملوك: ٥٧ "باب: في الصفات الراتبة التي زعم الحكماء أنه لا ندام معها مملكة".

<<  <   >  >>