للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبيله لجهاده وبين جوع المتحلّف في عيلته ١.

فالمجاهد: آمن في جيشه، متزوّد في رحله، غانم من عدوّه. والمتخلّف: خائف في أهله، جائع في عيلته، ناقص المال من ذات يده) اهـ.

(وهذا) ٢ الوعيد لاحق للإمام والرعية: فالإمام يلحقه ذلك إذا غفل ولم يجبر الناس على الجهاد والاستعداد، والرعية يلحقها ذلك إذا أمرهم ولم يمتثلوا.

وإذا تقرر أنّ النصر مقرون بالثبات والصبر، فيخرج منه: أنّه لا يستنفر إلاّ من كان فيه نجدة الصبر، فلتكن همّة الإمام مصروفة لاستنفار الشجعان والأبطال، لأنهم المتّصفون بالصبر للقتال، فيعينهم للخروج مع غيرهم وليكثر منهم- ولا عليه أن يكثروا- ويقربهم إليه بالمنزلة والمكانة، ويوسر إليهم، ويعدهم وعداً جميلاً، ويقوّي أطماعهم في أن ينالوا ما عنده من الهبات الفاخرة، والولايات السّنية ٣، ويجعلهم مقدمة ٤ الجيش.

فقد قالت الحكماء: (أسد يقود ألف ثعلب خير من ثعلب يقود ألف أسد) ٣.


= والعجلوني الجرّاحي في "كشف الخفاء ومزيل الألباس عمّا اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس": ١/ ٤٧٣، وقال (رواه العسكري عن زيد بن خالد رفعه في حديث، ورواه أبو الشيخ عن ابن عباس مرفوعاً بزيادة "وخير ما ألقي في القلب اليقين"، وعن عقبة بن عامر كما سيأتي في ("رأس الحكمة": ١/ ٥٠٧)، فيتقوّى، بل صريح القرآن شاهد له.
١ - أهل بيت الرجل الذين ينفق عليهم. (المعجم الوسيط: ٢/ ٦٤٤).
٢ - في "الأصل" (وهكذا) وما أثبتناه من "ب" و"ج" و"د" مناسب للسياق.
٣ - من: السّنّي: أي: الرفيع، وأسناه: رفعه. (الرازي- مختار الصحاح: ٢٥٢).
٤ - المقدمة: هي: قطعات الحماية الأمامية، وجحفل مؤلف من جميع الصنوف تقسم إلى نفيظة وطليعة، تخرج من القسم الأكبر لحمايته وللحصول على المعلومات عن العدوّ وعن الأرض، ولمنع العدوّ من الحصول على المعلومات، ولحماية القسم الأكبر من مباغتة العدوّ. (أنظر: شيت خطاب- المصطلحات العسكرية: ٢/ ٥٩٥ - ٥٩٦، فتحي أمين- المصطلحات العسكرية: ٤٩٧).
٥ - نقله الطرطوشي في "سراج الملوك": ١٧٤ "باب: في ذكر الحروب وتدبيرها وحيلها وأحكامها"، وعزاه إلى حكماء العجم.

<<  <   >  >>