للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأهان قائدها، ولامهم على مخالفة أمره، ولا يتّكل في اختبارهم على غيره فينتظم الأمر حينئذ.

فإذا احتاج الأمير إلى إقامة جيش لفجىء العدوّ ونحوه، أقامه في ساعة واحدة من الأبطال، لأنّهم مكتوبون عنده في الديوان ١ من كل قبيلة، ولا يحتاج حينئذ إلى فريضة الحراك، لأنّهم إذا وكّلوا لغرضهم لا يحركون إلاّ أوباش ٢ الناس، الذين إذا قابلوا العدوّ ولّو الأدبار، فيفسد الأمر، ويختلّ الملك، وربما كانوا لا يفترضون ٣ الحركة إلاّ بعد انتهاز العدوّ في المسلمين الفرصة.

(ولما تقابل بعض أمراء ٤ الأندلس، مع الطاغية (ابن ردمير) ٥، قال الطاغية- لمن يثق بعقله، وممارسته للحروب من رجاله-: "استعلم لي من في عسكر المسلمين من الشجعان الذين نعرفهم كما يعرفوننا، ومن غاب منهم، [٢٩/أ] ومن حضر "فذهب، ثم رجع، فقال: "فيهم فلان وفلان حتى (عدّ) ٦ سبعة رجال".

قال: " (انظر) ٧ الآن من في (عسكري) ٨ من الرجال المعروفين بالشجاعة،


١ - هو: مجتمع الصحف، والكتاب يكتب فيه أهل الجيش وأهل العطيّة، وأول من وضعه: عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (ترتيب القاموس المحيط: ٢/ ٢٣٧).
٢ - أي: الأخلاط، مثل "الأوشاب"، وقيل: هو جمع مقلوب من: البوش. (الرازي- مختار الصحاح: ٥٦٠).
٣ - في "ب" (يفرضون).
٤ - هو: المستعين بالله: سليمان بن محمد بن هود مولى أبي حذيفة الجذامي، مؤسس دولة آل هود بالأندلس، وتقابل مع هذا الطاغية في مدينة "وشقة" من ثغور بلاد الأندلس. (مات سنة ٤٣٨هـ). أنظر: ابن عذارى- البيان المغرب: ٣/ ٢٢١ - ٢٢٤، والطرطوشي- سراج الملوك: ١٧٥، والزركلي- الأعلام: ٣/ ١٣٢.
٥ - في "الأصل" (ابن زدمير) وكذلك في "ب"، وما أثبتناه من "ج" قد ثبت في "البيان المغرب" لابن عذارى: ٣/ ٢٢٣، وفي "سراج الملوك" للطرطوشي: ١٧٥، "ابن ردميل" وجاء في نسخة أخرى منه: ٣٠٢ "ابن روميل النصراني".
٦ - ساقطة من "الأصل" والإضافة من "ب" و"ج" و"د".
٧ - في "الأصل" (أنظروا) وما أثبتناه من "ب" و"ج" و"د" قد ثبت في "سراج الملوك ".
٨ - في "الأصل" (عسركم) والصواب ما أثبتناه.

<<  <   >  >>