للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طائفة إلى العدوّ كل سنة مرّة، يخرج معهم بنفسه، أو يولّي عليهم من يثق به، وفرض على الناس في أموالهم وأنفسهم: الخروج المذكور، لا خروجهم كافة) اهـ.

أي: لقوله- تعالى-: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} وهذا: إن كان العدوّ مطلوباً، لا إن كان طالباً، فيتعيّن الخروج على جميع ما نزل بهم- كما يأتي-.

فانظروا- أيّدكم الله-!: إلى قولهم: (فرض على الإمام ... إلخ) فالوجوب المستفاد من تلك الآيات متوجّه: إلى الإمام- والرعية يجب عليها طاعته فيه ولي غيره - فإذا فرّط واتّكل على أن يجاهدوا، ويستعدوا بالخيل، وتعلم الرمي، كان ممّن لحقهم الوعيد المتقدم- هاهنا- وفي فصل الاستنفار- وناهيك بذلك وعيداً فضيعاً.

فتبيّن: أن الإمام هو: قطب رحاها ١، وشمس ضحاها، وأن عليه المدار في الجبر على الاستعداد وتوابعه من التقدم للجهاد.

قال تعالى: {يَا أَيُّةا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} والتحريض: المبالغة في الحثّ على الأمر، ولا قتال، ولا غلظة، ولا علو ٢ [٣٨/أ] إلاّ بآلة، واستعداد.

فيجب عليه: أن يأمر أهل القدرة باقتناء الخيول، وتعلّم الرماية، ويفرض (الادالات) ٣ على القبائل، للتحفير على الثغور، والحصون، وكل قبيلة تموّن


١ - أي: أن الإمام هو قطب رحى الرعية، وإنما شبّه بقطب الرحى: وهي الحديدة التي في الطبق الأسفل من الرحيين يدور عليها الطبق الأعلى، فكذا الإمام بالنسبة لرعيته، فهو سيّدهم الذي يدور عليه أمرهم. (الرازي- مختار الصحاح: ٤٢٧).
٢ - العلوّ: الغلبة، والرفعة، والشرف. الرازي- (مختار الصحاح: ٣٥٦).
٣ - في"ب" (الآلات) والصواب ما أثبتناه، والادالة هي: حامية عسكرية من الجيش السلطاني النظامي أو من قبائل الجيش تقوم بحراسة أحد المراكز وتتناوب عدة ادالات حيث "تتداول" الخفارة في المراكز التي يعينها لها السلطان وهي في المصطح العسكرى: اسهام من طرف مدينة أو اقليم لتعزيز حامية، من ذلك: الادالة التي وجهها أهل فاس الصويرة عام (١١٧٩هـ / ١٧٦٥م) في عهد السلطان سيدي محمد ابن عبد الله عند ما أسس المدينة وهي عبارة عن خمسين رامياً بقائدها مع فقيه، ومدرّس، ومؤقت، ومؤذن، وشاهدين، وأسقط عنهم البعث الذي كان يفرضه الملوك قبله وهو خمسمائة رام" (أنظر: ابن عبد الله- الموسوعة المغربية:٤/ ٦).

<<  <   >  >>