للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: قيل:- يا رسول الله- وبعد هذا الحديث الذي ععناه، من يدع الجهاد ويقعد؟ قال: من لعنه الله، وغضب عليه، وأعدّ له عذاباً عظيماً، قوم يكونون في آخر الزمان ولا يرون الجهاد، وقد اتخذ ربّي عنده عهداً لا يخلفه: أيّما عبد لقيه، وهو يرى ذلك، أن يعذّبه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين! ") ١ اهـ.

قال "الدمياطي"- المذكور- وغيره: (ذكر صاحب "شفاء الصدور"، عن "زيد بن أسلم" ٢، عن "أبيه" ٣، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزال الجهاد حلواً خضراً ما قطر القطر من السماء، وسيأتي على الناس زمان، يقول فيه قرّاء منهم: ليس هذا بزمان جهاد، فمن أدرك ذلك الزمان، فنعم زمان الجهاد، قالوا:- يا رسول الله- وأحد يقول ذلك، نعم، من لعنه الله، والملائكة، والناس أجمعون! ") ٤ اهـ.

فانظروا- أيّدكم الله-!: إلى هذا الوعيد الفضيع، وبالجملة: إنما تجوز المهادنة مع كون الجهاد فرض كفاية، بأن يكون العدوّ مطلوباً في أرضه، ومع


١ - أورده المتقي الهندي في "منتخب كنزل العمال": ٢/ ٢٦٨ - ٢٦٩، مختصراً، وعزاه للديلمي عن أنس.
٢ - أبو أسامة أو أبو عبد الله، العدوي العمري، فقيه مفسر من أهل المدينة، كان مع عمر بن عبد العزيز أيام خلافته، ثقة كثير الحديث، له حلقة في المسجد النبوي، وله كتاب في "التفسير" رواه عنه ولده عبد الرحمن. مات (سنة ١٣٦هـ). (الذهبي- تذكرة الحفاظ: ١/ ١٢٤، ابن حجر- تهذيب: ٣/ ٣٩٥، الزركلي- الأعلام: ٣/ ٥٦ - ٥٧).
٣ - أبو زيد، اسلم العدوي، أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عن أبي بكر، ومولاه عمر وعثمان وابن عمر وغيرهم. قال عنه العجلي: (مدني ثقة من كبار التابعين)، قال أبو عبيد: (توفي سنة ٨٠هـ). (ابن الأثير- أسد الغابة: ١/ ٧٧ - ٧٨، ابن حجر- تهذيب التهذيب: ١/ ٢٣٣).
٤ - أورده المتقي الهندي في "كنز العمال": ١٠٧٤٢، نحوه. ولفظه: "لا يزال الجهاد حلواً خضراً ما أمطرت السماء وأنبتت الأرض وسينشأ نشوء من قبل المشرق يقولون: لا جهاد ولا رباط أولئك هم وقود النار، بل رباط يوم في سبيل الله خير من عتق ألف رقبة ومن صدقة أهل الأرض جميعاً". وكذلك في "المنتخب": ٢/ ٢٧٥.

<<  <   >  >>