للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(الجهاد اليوم فرض عين، لأنّهم قالوا: "إذ نزل العدوّ ساحة ١ الإسلام، فالجهاد فرض عين" ولا مخالف لهذا القول، واليوم قد نزلوا بساحات، [٤٧/أ] وهتكوا أستاراً وحرمات، وأخذوا معاقل وحصوناً، وسبوا ٢ قبائل وبطوناً).

أي: وهم إذا سبوا ذلك، تعيّن على إمام الوقت ورعيّته أن يستنقذوا ذلك، ويجب على من يليه من الأئمة: أن يعينه على ذلك إن هو عجز، أو ترك وعصى- كما تقدّم في نص "المازري"- كما أنه يجب ذلك على من بعده من الأئمة إن هو مات.

ثم قال ٣: (قال "ابن عادل" ٤ في تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِأَةلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ... } ٥، ظاهر الآية وجوب الجهاد على الكلّ، إلاّ ما خصّه الدليل من: المرضى والضعفاء والعاجزين ٦.


١ - الساحة: المكان الواسع، وساحة الحرب: هي جميع البلاد التي يحتمل أن يتقاتل فيها الفريقان المتخاصمان في البر والبحر والجوّ. (شيت خطاب- المصطلحات العسكرية: ١/ ٣٨٠).
٢ - السبي، والسباء: الأسر، وقد سبيت العدوّ: أسرته. (الرازي- مختار الصحاح: ٢٢٧).
٣ - أي صاحب كتاب "فلك السعادة" المتقدّم.
٤ - أبو حفص عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي سراج الدين: المفسّر، العالم، صاحب التفسير الكبير: "اللباب في علوم الكتاب- خ" في خزانة "كتاب سراي" "بمغنيسيا"، نسخة سلطانية في (٧٠٠٠) ورقة، ومنه المجلدات الأول والثاني والثالث والخامس والثامن في الرباط، وفي "شسشربتي" و"الظاهرية" و"الزيتونة" و"دار الكتب" مجلدات متفرقة منه، وفي مكتبة مدرسة بشير أغا بالمدينة نسخة منه قريبة من الكمال. مات (سنة ٨٨٠هـ). (حاجي خليفة- كشف الظنون: ١٥٤٣، الزركلي- الأعلام: ٥٨).
٥ - سورة التوبة / آية ١٢٠، وهي طرف منا، وتقدّم تخريجها في: ٣٥٥.
٦ - قال القرطبي: (ويحتمل أن يكون الإستنفار في كل مسلم، وخصّ هؤلاء بالعتاب لقربهم وجوارهم، وأنهم أحقّ بذلك من غيرهم). (الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ٢٩٠).

<<  <   >  >>