للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل البلاد المعونة على ما هو بصدده، فوصل كتابه إلى "المريّة" ١ في هذا المعنى، وذكر فيه: أن جماعة أفتوه بجواز طلب ذلك اقتداء "بعمر بن الخطاب"- رضي الله عنه- فقال أهل "المريّة" لقاضي بلدهم- وهو: "أبو عبد الله محمد بن يحيى بن الفرّاء٢ - : "الأبدان تحييه" ٣، وكان هذا القاضي من أهل الدين والورع على ما ينبغي، فكتب إليه: "أما بعد، ما ذكره أمير المؤمنين في اقتضاء المعونة، وتأخري عن ذلك، وان "أبا الوليد الباجي" ٤، وجميع الفقهاء والقضاة (بالعدوة) ٥ والأندلس أفتوه: باقتضائها، وذكروا: أن "عمر بن الخطاب"- رضي الله عنه- قد اقتضاها، فكان "عمر بن الخطاب"- رضي الله عنه-


١ - بالفتح ثم الكسر، وتشديد الياء: مدينة كبيرة من كورة "البيرة" من أعمال الأندلس، كانت هي "وبجاية" بأبي الشرق، منها يركب التجار، وفيها تحل مراكب التجار، وفيها مرفأ ومرسى للسفن والمراكب، دخلها الافرنج- خذلهم الله- من البرّ والبحر في (سنة ٥٤٢هـ)، ثم استرجعها المسلمون (سنة ٥٥٢هـ)، وينسب إليها أبو العباس أحمد بن عمر المعروف بالدلائي المريّ، ومحمد بن خلف بن سعيد المريّ من أهل الفقه والفضل. (ياقوت الحموي- معجم البلدان: ٥/ ١١٩).
٢ - وهو: أبو عبد الله محمد بن يحيى بن زكرياء، يعرف بابن الفراء، من أهل "المريّة" وقاضيها، الصالح الدين، المتواضع، روى عن أبي العباس العذري كثيراً، وعن القاضي أبي عبد الله بن المرابط، سمع الناس منه بعض ما رواه، استشهد "بقتندة" (سنة ٥١٤هـ). (ابن بشكوال- الصلة: ٢/ ٥٧٢).
٣ - هذه العبارة ليست واردة في "وفيات الأعيان".
٤ - أبو الوليد، سليمان بن خلف بن سعد التجيبي القرطبي: فقيه مالكي، محدّث، ولد في "باجة بالأندلس"، وتولّى القضاء في بعض أنحائها، من كتبه: "السراج في علم الحجاج"، و"أحكام الفصول في أحكام الأصول" و"التسديد إلى معرفة التوحيد" مات "بالمريّة" (سنة ٤٧٤هـ). (ابن فرحون- الدبياج المذهب: ١٢٠، المقري- نفح الطيب: ١/ ٣٦١).
٥ - في "الأصل" (بعزوة) وكذلك في "ب"، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه من "ج" و"د" وقد ثبت في "وفيات الأعيان": ٧/ ١١٩، وهي: إحدى مدن فاس أُسست (سنة ١٩٢هـ) في ولاية إدريس بن إدريس، وهي مشهورة بشجاعة رجالها ونجدتهم وجمالهم، حيث ان مدينة "فاس" تفترق إلى مدينتين، أحدهما كانت هذه والأخرى تسمّى "بعدوة القرويين". (ياقوت الحموي- معجم البلدان: ٤/ ٢٣٠).

<<  <   >  >>