وذكر بعضهم: (عن "أبي موسى الأشعري "أرضي الله عنه، قال: قلت
"لعمر بن الخطاب "- رضي الله عنه-: أن في كنّابنا نصرانياً، قال: ما لك؟!
- قاتلك الله- ألأ اتخذت حنيفياً؟ ٢، أما سمعت قول الله تعالى: (يا أيها الذين
آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض؟!، قلت: له دينه
ولط كتابته، قال: لا أكرمهم إذْ أهانهم الله، ولا أعرهم إذ أذلّهم الله، ولا أدنيهم
إذ أبعدهم الله، قلت: لا يتئم أمر النصرة إلاّ به، فقال: مات النصراني، والسلام
يعني: هب أنه مات، فما تصنع بعده، فافعله الآن، واستغنى عنه بغيره) ٣ اهـ.
وقد قيل: (من والى أعداء الله، تبرأ منه، ووكله إليهم) اهـ.
فهذه النصوص القرآنية، والأحاديث النبوئة، والاجماعات القطعية، كلها ٥٣١/ ب،- كما في "المعيار"- صريحة في: وجوب الهجرة"، وحرمة لم الاقامة في بلادهم، ولا تجد لذلك مخالفاً من أهل القبلة.
وأما دمه وماله إذا لم يهاجر مع القدرة: فقال في "المعيار"- أيضاً- إثر ما مرّ
عنه: (اختلف الناس فيمن أسلم، وبقى "بدار الحرب ".
فقال "مالك ": "دمه محقون- أي معصوم- وماله فيء، فهو لمن أخذه،
أبو موصى، عبد الله بن قيس بن سليم بن حرب، الصحالي الجليل، الشجاع، الفاتح، وأحد الحكمين الفذين رضي بهما على ومعاوية بعد حرب لأصفين "، وأحسن الصحابة صوتأ في التلاوة، له (٣٥٥) حديثاً، مات بالكوفة (سنة ٤٤هـ). (ابن سعد- طبقات: ٤/ ٧٩، ابن الجوزي- صفة: ١/ ٢٢٥، الزركلي- الأعلام: ١٤/ ٤ ١).
في "ب" (حنفياً) وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه، وهو بمعنى الميل إلى الإسلام الثابت عليه، والمستقيم، ومن أسلم لأمر الله ولم يلتو. (الزاوي- ترتيب القاموس المحيط: ٧٢٧/ ١، البستاق- فاكهة: ٣٥١).
أورده ابن قتيبة في "عيون الاخبار": ٤٣/ ١! "كتاب السلطان،) عن اسحاق بن راهويه قال: لأعن عياض ابن أممط موسى، أن عمر بن الخطاب، قال لأممط موسى: ادع لمط كاتبدً ليقرأ لنا صحفأ جاءت من الشام، فقال أبو موصى: انه لا يدخل المسجد؟ قال عمر: أبه جنابة؟ قال: لا، ولكنه نصراق، فال: فرفع يده فضرب فخذه حتى كاد يكسرها ثم قال: مالك ....... "."