والإبر صنفان فمنها ما يصلح للخرم، ومنها ما يصلح للحبك. فأما التي للخرم فتكون تامة دقيقة البدن، والتي للحبك فتكون دونها في الطول والدقة.
والسيف يجب أن يكون طوله شبرين إلى ما دون ذلك، ويكون جيد العرض نقي البدن جيد السقي ويكون نصابه مِلْء الكف. وبلغني أن قوماً من أهل هذه الصناعة لم يعملوا سيفاً قط ولا يحسنون الصناعة ولا العمل به وذلك لأن لهم شفرة طويلة الحد يقطعون بها على ما ألفوه واعتادوه.
وأما المعصرة فهي نوعان: المعصرة ذات الحبل وهي التي يستعملها أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل خراسان. ومعصرة المغازل التي يسميها المجلدون والنجارون لحم سليمان ويسميها الروم الكحلبون وأهل العراق كلهم يستعملونها.
فأما المعصرة ذات الحبل فينبغي أن يكون طولها على قدر الجزء الذي يُشَدّ فيها، وان تكون أطول من الكتاب ويكون الكتاب في وسط المعصرة وذلك أخف على الصانع وأسلم له عند المسح، وتكون جيدة العرض صحيحة القوام، وذلك أنك إذا أردت إطباقها على ورقة أطبقت وأمسكت، ويكون الحبل الذي لها من الشعر الحي. وعلامة الشعر الحي إذا كان مغزولاً أن يكون تاماً أسود مليح السواد ولا يكون له رائحة غير طيبة وليس له بقاء في العمل مثل شعر الدباغين الذين يعملون به الجير. فيجب أن يعمل لهذه المعصرة حبل من الشعر الجيد الذي ذكرناه، ويكون رقيقاً أرق من القنب وطوله