ما يلف على المعصرة من كل جانب أربع طاقات، وإن زاد على هذا العدد كان أقل تعباً على الصانع لأنه كلما زاد طاقة قل شده بيده فافهم. وإذا كان الحبل طاقتين من كل جانب احتجت أن تفتل المروان فيه دفعات كثيرة وإن كان أربع طاقات كان فتلك فيه أقل من ثماني مرات. والمروان طوله بطول الإصبع، ويكون رقيقاً ليناً سلساً.
وينبغي لهذه المعصرة أن تكون مهلوبة الجانبين إلى ناحية العين في الموضع الذي يقه فيه المروان، وذلك أجود للمسح فإذا كان جانب المعصرة مهلوباً يقع السيف على طرف المعصرة ولا يأخذ من جسمها شيئاً.
والمسطرة أجود ما تكون من الأبنوس ومن البَقْس. فأما التي للرسم والتحبير والتكحيل فلا بأس أن تكون من هذين الجنسين. وأما مسطرة الشغل فينبغي أن تكون من خشب الصفصاف. وذلك أن الأبنوس عرقه لين تحرقه النار ولا تؤثر فيه.
ومسطرة الرسم يجب أن تكون طويلة جيدة الجسم لا ثخينة ولا رقيقة. ومسطرة التحبير تكون رقيقة جداً لأنها تمشي تحت الإصبعين. وأما مسطرة التكحيل فينبغي أن تكون مثل ذلك في الرقة والخفة. وأما مسطرة الربح فهي التي يُصنع بها الجلد والتصنيع إخراج الربح والتشنُّج والعوج من الجلد وإقامته على الاستواء، فيجب أن تكون ثخينة جداً، ويكون طولها شبراً، وتكون من الخشب السنديان الجيد، وتكون مربعة دقيقة الحروف حتى إذا مرت على الجلد عدلته.
والنصاب يعمل من السنديان ويعمل من البقس ويعمل من العاج، وأجودها السنديان وذلك أن العاج والبقس إذا دق به على المعصرة تبسطت حوافه وتكسرت.