للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نقول: الأصل أن لا يلزمَ الاسمُ الإضافةَ فإن لزمَهُ حينئذٍ الأصل فيه أن لا ينفكّ عن الإضافة .. أن لا يُفرَد, فإذا أُفرِد صارَ خلاف الأصل فيه؛ الذي هو خلاف الأصل في الأسماء.

وَبَعْضُ الاَسْمَاءِ إذن: الأصلُ في الأسماء أن تكون صالحة للإضافة وعدمها, هذا الأصل.

وَبَعْضُ الاَسْمَاءِ يُضَافُ أَبَدَا، أبداً مُطلقاً في كل تركيب؛ في كل زمان؛ في كل مكان؛ عند كل مُتكلّم أبداً, وَبَعْضُ الاَسْمَاءِ يُضَافُ أَبَدَا, هذا بين فيه .. هل فيه فائدة؟ هل فيه حكم؟ نقول: نعم, إذا علمنا أن الأصل والغالب في الأسماء أنه لا يلزم الإضافة, يُضاف ويُفرد, حينئذٍ إذا لزِمَ الإضافة في بعض الأحوال نحتاجُ إلى بيانه, فبيَّنَ لنا الحكم العام وهو أن بعض الأسماء يُلازِم الإضافة, وَبَعْضُ الاَسْمَاءِ .. أي مِن الأسماء ما لا يُستعمَل إلا مضافاً على خلاف الأصل في الاسم أن يُستعمَل مضافاً تارة وغير مضاف أخرى.

وَبَعْضُ ذَا المشار إليه الملازم للإضافة, إذن: بعض البعض, بعض الأسماء لزم الإضافة, ثم هذا الذي لزم الإضافة على نوعين:

وَبَعْضُهُ قَدْ يَأتِ لَفْظاً مُفْرَدَا؛ يعني قد ينفكّ عن الإضافة في اللفظ دون المعنى, حينئذٍ نأخذ من هذا البيت من الشطرين أن الأسماء الملازمة للإضافة على نوعين:

ما يلزم الإضافة معنىً ولفظاً, ولا يكونُ في حال من الأحوال إلا وهو مضاف في اللفظ يعني ينطق بالمضاف إليه.

النوع الثاني: يلزم الإضافة معنىً لا لفظاً, أشارَ إلى الأول بقوله: وَبَعْضُ الاَسْمَاءِ يُضَافُ أَبَدَا, وأشارَ إلى الثاني -وهو ما يلزمُ الإضافة معنىً لا لفظاً- بالشطرِ الثاني, (بَعْضُ) مبتدأ، يُضَافُ الضمير هنا نائب فاعل يعود إلى (بَعْضُ) المبتدأ, وهو الرابط بين جملة الخبر والمبتدأ.

أَبَدَا: هذا ظرف زمان منصوب على الظرفية.

إذن: بَعْضُ الاَسْمَاءِ يُضَافُ أَبَدَا, هذا حكمٌ عام بيّنَ به أن من الأسماء ما يلزمُ الإضافة لفظاً ومعنىً, وَبَعْضُ ذَا, بعضُ هذا مبتدأ وهو مضاف, واسمُ الإشارة مضاف إليه, أي: الملازم للإضافة، قَدْ يَأْتِ لَفْظاً قد هذا تقليل, ويحتمل أنه للتحقيق, الظاهر أنه للتقليل.

قَدْ يَأَتِ لَفْظاً، يَأْتِ ما الجازمُ له هنا؟ يأتي الأصل بالياء وهو قال: يأتِ .. التاء مكسورة, ما الجازم له؟ ضرورة .. حُذفت الياء ضرورة, أو استغنى عنها بالكسرة يأتِ، يأتِ مثل غلامِ, لكن هنا غلامي ياء المتكلم لها حكم خاص, وأما هنا فلا.

إذن: قَدْ يَأتِ، بَعْضُ مبتدأ ويَأتِ نقول هذا خبر, وحذف الياء استغناءً بالكسرة .. ضرورة الوزن يأتي الضمير يعودُ على (بعض) مبتدأ، قَدْ يَأتِ لَفْظاً مُفْرَدَا يعني: في اللفظ, إما أن يكون منصوباً بنزعِ الخافض أو يكون تمييزاً، مُفْرَدَا يعني: مُنفكّاً عن الإضافة, يعني غير مضاف، مُفْرَدَا هذا حال من فاعل (يَأتِ) يأتي مفرداً؛ يعني في حال كونه مُفرداً, والمراد بالإفراد هنا أن يكون مُنفكّاً عن الإضافة؛ يعني غير مضاف في اللفظ, وأما من حيث المعنى لا فهو مضاف.