[عناصر الدرس]
* أنواع المدود وكيفية تثنية كل
* جمع المقصور جمع تصحيح
* شروط اتباع العين الفاء في جمع تصحيح المؤنث
* مالا يجوز فيه اتباع العين الفاء
* حكم المخالف للقواعد الصرفية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فلا زال الحديث في باب: (كَيْفِيَّةُ تَثْنِيَةِ المَقْصُورِ وَالمَمْدُودِ وَجَمْعِهِمَا تَصْحِيْحَاً).
عرفنا أنَّ المقصور إذا ثُنِّي آخره الألف، إمَّا أنَّها تُقْلَب واواً، وإمَّا أنَّها تُقلب ياءً، قلنا: تُقْلَب ياءً في ثلاثة مواضع:
أولاً: إذا كانت رابعةً فصاعداً، يعني: إذا وقعت الألف رابعة كـ: ملهى، حينئذٍ نقول: ملهيان، تُقْلَب الألف ياءً، وإذا وقعت خامسةً كـ: منتمى .. منتميان، تُقْلَب كذلك الألف ياءً، وإذا وقعت سادسةً كـ: مستدعى .. مستدعيان، حينئذٍ تُقْلَب الألف ياءً إذا كانت رابعةً فصاعداً.
الموضع الثاني: إذا كانت ثالثةً بدلاً من الياء، أشار إليه بقوله:
كَذَا الَّذي الْيَا أَصْلُهُ نَحْوُ الْفَتَى ..
(فَتَى) الألف هذه منقلبة عن ياء، ولذلك تقول: فتيان وفتية، ومعلوم أن الجمع يَرُدُّ الأشياء إلى أصولها، كذلك التصغير يَردُّ الشيء إلى أصله.
الموضع الثاني: إذا كانت ثالثةً بدلاً من ياء.
الموضع الثالث: إذا كانت مجهولة الأصل، وقلنا مجهولة الأصل يُعَبَّر به ويُراد به نوعان:
أولاً: ما كانت الألف أصلية، يعني: ليست منقلبة عن واوٍ ولا ياء.
الثاني: ما كانت منقلبة عن واوٍ أو ياء وَجُهِل أصلها .. لا ندري هل هي منقلبة عن واو أو عن ياء، وهذا ما عبَّر عنه بـ (الْجَامِدُ) وهذا المراد بـ (الْجَامِدُ): ما لا يُعلم له أصل فيعمُّ ما ذكرناه، لكنَّه قيَّده بقوله: (الَّذِي أُمِيلَ كَمَتَى) لو سُمِّي رجل بـ (مَتَى) حينئذٍ نقول: متيان، كذلك إذا سُمِّي رجل بـ: (بلى) حرف إيجاب: بليان، بالياء.
في هذه المواضع الثلاثة يجب قلب الألف ياءً إذا ثُنِّي، وأمَّا قلبها واواً ففي موضعين، أشار إليه بقوله:
فِي غَيْرِ ذَا تُقْلَبُ وَاوَاً الأَلِفْ ..
وهما: الثلاثي الذي ألفه منقلبة عن واو، مثل: عصا تقول: عصوان، قفى .. قفوان، منى .. منوان، هنا الألف ليست كالألف في: الفتى، (الفتى) الألف منقلبة عن ياء، فترجع إلى أصلها في التَّثنية، كذلك: عصا، ومنى، وقفا، نقول: هذه ترجع إلى أصلها، لأنَّها منقلبة عن واو.
الموضع الثاني: الجامد الذي لا يقبل الإمالة، مثل إذا سُمِّي رجل بـ: ألا الاستفتاحية تقول: أَلَوَاَنْ، حينئذٍ قُلِبت الألف واواً.
إذاً: هذه خمسة مواضع، في ثلاثةٍ تُقْلَب الألف ياءً، وفي موضعين تُقْلَب الألف واواً.
ثُمَّ شرع في تثنية الممدود، فقال:
وَمَا كَصَحْرَاءَ بِوَاوٍ ثُنِّيَا ... وَنَحَوُ عِلْبَاءٍ كِسَاءٍ وَحَيَا
بِوَاوٍ اوْ هَمْزٍ وَغَيْرَ مَا ذُكِرْ ... صَحِّحْ وَمَا شَذَّ عَلَى نَقْلٍ قُصِرْ
وَمَا كَصَحْرَاءَ بِوَاوٍ ثُنِّيَا ..
ذكر (صَحْرَاءَ)، وذكر (عِلْبَاء)، وذكر (كِسَاء)، وذكر (حَيَا) هذه أربعة أنواع، إشارة إلى أنَّ الألف الممدودة على أربعة أنواع:
- ما كانت همزته بدلٌ من ألف التأنيث، وأشار إليه بقوله: (صَحْرَاءَ).
- ما كانت ألفه للإلحاق، وأشار إليه بقوله: (عِلْبَاء).
- ما كانت ألفه أصلية منقلبة عن واو، وأشار إليه بـ (كِسَاء) أصلها: كساوٌ.