للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المضاف .. ما يلزَمُ الإضافة, عرفنا أن الاسم قد يلزَمُ الإضافة إلى ما بعدَه, يعني لا بدّ من أن يُضاف, ثم هذا الذي يُضاف إليه على قسمين: منه ما يلزمُ الإضافة إلى الجملة. ومنه ما يلزمُ الإضافة إلى المفرد, وما يلزم الإضافة إلى الجملة على نوعين: منه ما يلزم الإضافة إلى الجملة مطلقاً؛ سواء كان جملة اسمية أو فعلية، ومنه ما يلزمُ الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط دون الإسمية, هذا ما يلزمُ الإضافة إلى الجملة على نوعين؛ نوع يلزم الإضافة إلى الجملة مطلقاً؛ يعني يُضاف إلى الجملة الإسمية والجملة الفعلية, وهو: إذ, وحيث, كما سيأتي.

وبعضُهُ يلزمُ الإضافة إلى الجملة لكنها مَعينة, فيُضاف إلى الجملة الفعلية فحسب دون الاسمية, هذا ما يضاف إلى الجملة.

وأما ما يُختص بالإضافة إلى المفرد ويلزم الإضافة -يعني النوع الثاني- وهذا على ثلاثة أنواع:

الأول: ما يُضاف للظاهر والمضمر؛ يعني يجوز إضافتُهُ للظاهر ويجوز إضافته للضمير, وهو: كلا, وكلتا, وعند, ولدى, وسوى, وقصارى الشيء, وحماداه بمعنى: غايته ومنتهاه, تقول: (عنده وعند زيد) أضفتَه إلى الضمير وإلى الاسم الظاهر, (كلا الرجلين وكلاهما).

إذن: هذه الألفاظ تلزم الإضافة ثم المضاف إليه لا يختصّ بواحد دون واحد .. دون آخر بل تضاف إلى الضمير وتضاف إلى الاسم الظاهر, هذا النوع الأول.

الثاني: ما يختصُّ بواحد من الاثنين السابقين إما الظاهر وإما الضمير, النوع الثاني ما يختصُّ بالظاهر؛ يعني لا يُضاف إلا إلى مفرد وهو ظاهر دون الضمير, نحو: أولي, وأولاتُ, وذوي, وذاتُ, نحو: ((نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ)) [النمل:٣٣] هذا مُلازِم للإضافة، لكنه يُضاف إلى المفرد الظاهر, ولا يُضاف إلى الضمير، يمتنع إضافته إلى الضمير.

كذلك ((وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ)) [الطلاق:٤] أولاتُ مُلازِم للإضافة إلى الاسم الظاهر ولا يُضاف إلى الضمير.

((وَذَا النُّونِ)) [الأنبياء:٨٧] ذا سبقَ معنا أنه لا يجوزُ إضافته إلى الضمير, ذووه قلنا هذا شاذ, سبقَ في باب الأسماء الستة, فهو مُلازِم للاسم الظاهر, و ((ذَاتَ بَهْجَةٍ)) [النمل:٦٠] ذات بهجة, نقول: ذات وهي مُؤنثة ذو ملازمة للإضافة إلى الاسم المفرد لكن لا يكون إلا ظاهراً.

النوع الثالث: ما يختصّ بالمضمر, فلا يُضاف إلا إلى الضمير, وهو الذي عناه بهذين البيتين:

وَبَعْضُ مَا يُضَافُ حَتْمَاً امْتَنَعْ ... إِيلاَؤُهُ اسْماً ظَاهِرَاً حَيْثُ وَقَعْ

إذن: الاسم المضاف باعتبار ما يضاف إليه وهو مفرد نقول: هذا على ثلاثة أنحاء:

إما أنه يضاف إلى الظاهر والمضمر.

وإما أنه يختص بالظاهر.

وإما أنه يختص بالمضمر، وهنا الناظم أتى بما يختصّ بالمضمر, وأتى بأربعة أمثلة فحسب؛ يعني أربع كلمات ولم يعمّم لأن الباب كلّه فيه قلة في الاستعمال, ولذلك لبيك, ودواليك, وسعديك, وحنانيك, وهذاذيك, هذه كلمات قليلة الاستعمال, حينئذٍ يكون الرجوع فيها إلى ما يعتني بمثل هذه الألفاظ.

إذن: الثالث ما يختصّ بالمضمر, وهو المشار إليه بهذين البيتين.