للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا تركيب إسناد، لأن المُركَّب الإسناد من قسم المَحْكِي .. يحكى كما هو: شَابَ قَرنَاها .. تَأبَّط شراً، حِينئذٍ لا تظهر عليه حركات، ولا دخل للعوامل من حيث التأثير في اللفظ، لا تأثير للعوامل في لفظ المُركَّب الإسنادي، إذاً: هو من قبيل المَحْكِيَات.

ولا التركيب المَزْجي المختوم بـ: (ويه) كما سبق، وسبق أنَّ الرَّاجح أنَّ المختوم بـ: (ويه) يُعتبَر مَبنياً (ويه) اسم صوت، حِينئذٍ مُركَّب، فالتركيب المَزْجي المختوم بـ: (ويه) مبني، وسبق أنَّ المبنيات لا حظ لها في هذا الباب، لأن البحث في الصَّرْف وعدمه إنما هو في المعربات، إذاً: المبني خرج.

إذاً: (تَرْكِيبَ مَزْجٍ) النَّاظم أطلق هنا، لكن يَحتمل أنه أخْرَج المختوم بـ (ويه) بقوله: (نَحْوُ مَعْدِيكَرِبَا) مَثَّل بمُركَّب مَزْجي لم يُختَم بـ: (ويه) فدلَّ على أنَّ مراده هنا نوعٌ واحدٌ من المُركَّب المَزْجي، إذ هو نوعان: مُركَّب مَزْجي مختوم بـ: (ويه) وهذا مبني، ومُركَّب مَزْجي غير مختوم بـ: (ويه).

إذاً: ولا التركيب المَزْجي المختوم بـ: (ويه) لأنه من باب المبني، والصَّرْف وعدمه إنما يقالان في المعرب، وإنما المراد المُركَّب تركيباً مَزْجياً الذي لم يُختم بـ: (ويه).

وَالْعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ مُرَكَّبَا ... تَرْكِيْبَ مَزْجٍ نَحْوُ "مَعْدِيكَرِبَا"

المَزْجُ في اللغة: الخَلْط، فيختلط حِينئذٍ الاسم مع الاسم، لا يكون امتزاج بِمعنى كلمة امتزاج، وإنَّمَا يُراد به: أنَّ الأصل في اللفظ أن يكون مُنفَكاً عن غيره هذا الأصل، يُستعمل مفرداً ويُستعمل غير مفرد، وهنا رُكِّبَت الكلمة مع الكلمة، اسمان نُزِّلا مُنَزَّلة الاسم الواحد، حِينئذٍ نقول: كأنهما جُعلا اسمين .. خُلِط بينهما.

إذاً: المَزْج في اللغة: الخَلْط، فيختلط الاسم مع الاسم ويُجعل الإعراب في آخر الثاني.

المُركَّب تركيب مَزْجي نحو: بَعلَبكَّ، وحضرموت، ومَعْديكَرِب، حِينئذٍ يُمنع من الصَّرْف لاجتماع فرعيَّة المعنى بالعَلميَّة، وهي التي عناها الناظم بقوله: (وَالْعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ) وفرعيَّة اللفظ بالتركيب، إذاً: اجتمع فيه عِلَّتان فرعيتان، ما هُمَا هاتان العِلَّتان الفرعيتان في: معديكرب .. في: حضرموت؟ نقول: إحداهما ترجع إلى اللفظ وهو التركيب، لأن التركيب هذا فرعٌ عن غير المُركَّب، الأصل ألا يكون مُركَّب، زيد مثلاً، وخمسة وعشر، الأصل أنها لا تكون مُركَّبة.

إذاً: هذا هو الأصل، فإذا رُكِّبَت بأي نوعٌ من أنواع التَّركيب، حِينئذٍ نقول: التركيب فرعٌ لفظي، ومن جهة كونه عَلَماً فهو عِلَّةٌ فرعيَّة، لماذا .. ما وجه كونه عَلماً عِلَّة فرعيَّة؟ لأن الأصل التنكير، والعَلَم الذي هو التَّعريف هذا فرعٌ عن التنكير، إذاً: اجتمع في: معديكرب، وهو عَلَم ومُركَّب تركيباً مَزْجياً عِلَّتان اقتضيتا منعه من الصَّرْف، إحدى العِلَّتين وهي العَلميَّة ترجع إلى المعنى، لأنها فرعٌ عن التنكير، والعلة الأخرى وهي التركيب تركيب مَزْجي هذه علة لفظية ترجع إلى اللفظ، لأنها فرعٌ عمَّا لا تركيب فيه، لاجتماع فرعيَّة المعنى بالعَلميَّة، وفرعيَّة اللفظ بالتركيب.