للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بمعنى: أنَّه إذا صار عَلَماً، وذلك إنَّما يكون إذا أُرِيد به من يوم بعينه، يعني: سَحَر يومٍ بعينه: جِئْتُكَ يَومَ الجُمْعَةِ سَحَرَ، عيَّنه أمَّا (سَحَر) هكذا دون أن تضيفه ليومٍ حينئذٍ لا تعيين: جِئْتُكَ سَحَرَاً، بالصَّرف، أيُّ سَحَر هذا؟ أيُّ سَحَر: سبت .. أحد .. اثنين .. ثلوث .. صَفَر .. شَعْبان إلى آخره، فليس معيَّناً، فتقول: جِئْتُكَ سَحَرَاً، بالنَّصب على أنَّه مفعولٌ به، أمَّا إذا أُريد به زمن معيَّن حينئذٍ صار عَلَماً، وإذا كان كذلك فيُمنع من الصَّرف للعلميَّة وهذا شأنه واضح، والعدل وهنا اختلف في العدل، لكن المشهور أنَّه مثل (أُخَرْ) يعني: معدولٌ عن: السَّحَرْ .. عن: (أل) السَّحَرْ ومثله: الأمس، كما سيأتي.

حينئذٍ: هو مَعدولٌ عن السَّحَرِ ما فيه (أل) فقيل: سَحَر، جِئْتُكَ يَومَ الجُمْعَة سَحَرَ، تمنعه من الصَّرف للعلميَّة، وهو قد أريد به زمن معيَّن، وللعدل .. لكونه معدولاً عن (السَّحَرْ)، لماذا؟ لأنَّ (سَحَرْ) في لفظه نكرة، وشأن العرب إذا أرادت أن تُعَرِّفْ حينئذٍ إمَّا (أَلْ) وإمَّا إضافة، فَعُدِل به عن التعريف عن (أَلْ) والإضافة، وهذا قيل: أنَّه معدولٌ عن الأصل، فالأصل أن يُقال: السَّحَر، أو: سَحَرَهُ، يعني: سَحَرَ يَومَ الجُمْعَةْ مثلًا، فحينئذٍ نقول: معدولٌ عن الإضافة، أو معدولٌ عن (أَلْ).

(وَالعَدْلُ وَالتَّعْرِيفُ) لم يقل العلميَّة، قد يُقال: بأنَّه أراد به شِبْه العلميَّة للقاعدة السابقة: أنَّ ما عُرِّف ولم تكن الأداة لفظية، قلنا: شِبْه العلميَّة ولا نُعَبِّر بالعلميَّة، ولذلك عَدَلَ هنا عن اللفظ.

(وَالعَدْلُ) هذا مبتدأ (وَالتَّعْرِيفُ) هذا معطوفٌ عليه (مَانِعَا سَحَرْ) (مَانِعَا) خبرٌ والألف هنا للتَّثْنِية: مانعان سَحَرْ، خبر مُضاف و (سَحَرْ) مضافٌ إليه، (إِذَا بِهِ) الباء هنا بِمعنى: فيه، مُتعلِّقة بـ (يُعْتَبرْ) إذَا يُعْتَبرْ بِهِ، يعني: فيه، و (قَصْداً) أي: مقصوداً، حالٌ مُؤَكِّدة من نائب الفاعل و (التَّعْيِينُ) هذا نائب فاعل لفعلٍ محذوف وجوباً، إذَا التَّعْيِينُ بِهِ قَصْداً يُعْتَبرْ .. إذا يُعتبَر به التَّعيين، (قَصْداً) بِمعنى: مقصودًا، قلنا: حال من فاعل (يُعْتَبَرْ).

إذاً: متى يكون كذلك؟ إذَا يُعْتَبرْ بِهِ التَّعْيِيِنُ قَصْداً، يعني: إذا كان المراد به زمناً مُعيَّنا قصداً، يعني: مقصوداً، وفي كلامه إدخال (إِذَا) على المضارع وهو جائزٌ وإن كان قليلاً (إِذَا يُعْتَبَرْ) هذا قليل، والكثير أن تدخل (إِذَا) على الفعل الماضي، كما سبق بيانه.

هنا قال الشارح: " (سَحَرُ) إذا أريد من يومٍ بعينه نحو: جِئتُكَ يَومَ الجُمعَةِ سَحَرَ، فـ: (سَحَرُ) ممنوعٌ من الصَّرف للعدل وشِبْه العلميَّة " سَحَر يَومٍ بعينه، والأصل: أن يُعَرَّف بـ (أل) أو بالإضافة، وهذا سند العرب: أنَّ النَّكرة لا ينتقل عن تنكيره إلا بـ (أل) أو بالإضافة، وهنا قيل: (سَحَرَ) وهو معرفة لم تدخل عليه (أل) ولم يُضف، إذاً: هو معدولٌ عن الأصل، والقاعدة العامة في لسان العرب.