للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذاً: لا يُقال: ألف المقصور الذي يُنَوَّن تُحذف عِند تنوينه بأنَّه لا يدخل في التعريف، لا .. هو داخلٌ في التعريف وألفه لازمة وإنَّما حُذِف للتَّخلُّص من التقاء الساكنين، ومثله فيما إذا حُذِفت للتَّخلُّص من التقاء الساكنين إذا لم يكن تنويناً، يعني: يُحذف للتَّنوين وفيما إذا لقاه ساكن: جاء الفتى الفاضل، (الفَتَى) هذا مرفوع ورفعه ضمَّة مُقدَّرة على ألفٍ محذوفة للتَّخلُّص من التقاء الساكنين، ليس الساكن الثاني هنا تنويناً وإنَّما هو اللام.

إذاً: (هو الاسم الذي حرف إعرابه ألفٌ لازمة) هذا المشهور في التعريف عند النُّحاة، ولكن في باب الصَّرف يأتون بتعريف النتيجة تكون مُؤدى إلى ما ذَكَره الشَّارح هنا، وهو: أنَّهم يقسِّمون المقصور إلى قسمين: مقصور قياسي، ومقصور سَماعي، يريدون أنْ يُعرِّفوا المقصور القياسي ليحترزوا به عن السماعي.

حينئذٍ إذا قلنا المقصور: هو الاسم الذي حرف إعرابه ألفٌ لازمة، هذا دخل فيه نَحو: الدُّمى، (الدُّمى) هذا مقصورٌ قياسي، و (الفتى) هذا مقصورٌ سماعي، الحد يشمل النوعين أو واحداً منهما؟ يشمل النوعين، وهذا الذي يعني النُّحاة، المراد الفتى بقطع النظر عن كونه قياسياً سماعياً لا يعنينا، وإنَّما نَحكم عليه بكون الإعراب يكون مُقدَّراً على آخره.

وكذلك: الدُّمى، بقطع النظر عن كونه سماعياً أو قياسياً إعرابه يكون مُقدَّراً، ولذلك يُحَدُّ في باب النّحو هناك بِما ذكره ابن عقيل هنا: أنَّه الاسم الذي حرف إعرابه ألفٌ لازمة، وأمَّا الصرفيُّون فلهم نظر آخر: يُعَرِّفُونه باعتبار كونه قياسياً لا مطلقاً، ليحترزوا به عن السماعي، وكذلك الشأن في الممدود.

إذاً: قوله:

إذَا اسْمٌ اسْتَوْجَبَ مِنْ قَبْلِ الطَّرَفْ ... فَتْحَاً. . . . . . . . . . . . . . . . . .

هذا لا يخرج عن التعريف الذي ذَكرناه، وإنْ كان في فهمه نوع صعوبة إلا أنَّه أراد أن يُعرِّف المقصور القياسي لا السماعي، لأنَّ السماعي لا ينضبط .. لا يدخل تحت قاعدة، وإن دخل تحت قاعدة الإعراب، لأنَّ المقصور: ما كان آخره ألفٌ لازمة بقطع النَّظر عن كونه سماعياً أو قياسياً، إعرابه مُطلقاً مُقدَّراً، إذ دخل تحت القاعدة من حينئذٍ الإعراب، لكن من حيث الحكم عليه بكونه قياسياً أو سماعياً لا، هذا ننظر فيه إلى ما ذكره النَّاظم من الضابط، وهذا أشبه ما يكون بضابط.

إذَا اسْمٌ اسْتَوْجَبَ مِنْ قَبْلِ الطَّرَفْ ... فَتْحَاً وَكَانَ ذَا نَظِيرٍ كَالأَسَفْ

فَلِنَظِيرِهِ الْمُعَلِّ الآخِرِ ... ثُبُوتُ قَصْرٍ بِقِيَاسٍ ظَاهِرِ

هنا (ثُبُوتُ قَصْرٍ) يعني: ثبت كونه مقصوراً، (بِقِيَاسٍ) هذا الذي أراد حدَّه (بِقِيَاسٍ ظَاهِرِ) واضح بَيِّن.

(إذَا اسْمٌ) (إذَا) هذا ظرفٌ تَضَمَّن معنى الشَّرط، (إذَا اسْمٌ اسْتَوْجَبَ): إذَا اسْتَوْجَبَ اسْمٌ، (اسْمٌ) هذا فاعل لفعلٍ محذوف، لأنَّه تلا (إذَا)، و (إذَا) لا يتلوها الاسم المرفوع بتاتاً، إلا إذا جُعِل معمولاً لفعلٍ محذوفٍ، وهنا نقول: فاعل لفعلٍ محذوف دلَّ عليه المذكور، مثل قوله: ((إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ)) [الانفطار:١].