وكذلك ما كان من أسماء الأجناس دالاً على الجمعية بالتَّجرُّد من التاء كائناً على وزن (فَعَلَ) بفتحتين، وعلى الوحدة بمصاحبة التاء كـ: حصاةٍ وحصى، وقطاةٍ وقطى، (قطى) هذا مقصورٌ قياساً. فإن نظيرهما من الصحيح: شجرة وشجر، ومدرة ومدر، إذاً: شجرة وشجر، هذا في الصحيح، لو وُجِد مثله في المعتل حكمنا عليه بكونه مقصوراً قياساً، لكونه دخل تحت القاعدة، إذاً لو أردنا ضابطاً عامَّاً: كل ما فُتِح قبل الطَّرَف لقاعدة صَرفيَّة فاحكم عليه بأنَّه مقصورٌ قياساً، وهذا يستلزم أن يكون له نظير، فإن لم يكن له نظير فاعلم أنَّه لم يدخل تحت قاعدة صَرفيَّة.
(إذَا اسْمٌ) صحيحٌ (اسْتَوْجَبَ) بِمقتضى القواعد الصَّرفيَّة، وهي قاعدة صَرفيَّة عربية، (فَتْحَاً) ما إعرابه؟ مفعول لقوله:(اسْتَوْجَبَ) .. استوجب فتحاً من قبل الطرف، (مِنْ قَبْلِ) مُتعلِّق بقوله: (اسْتَوْجَبَ)، هذا أولاً: استوجب فتحاً قبل الطرف، (قَبْلِ الطَّرَفْ) الذي هو اللام مفتوح، وقوله:(اسْتَوْجَبَ) يعني: اسْتحقَّ، وإنَّما يَستحقُّ إذا كان داخلاً تحت قاعدة، فإن لم يكن فلا يَستحق، يعني:(فَتَى) فتحُ التاء غير مُستحقَّة هنا، لأنَّها ليست لقاعدة صرفيَّة، لأنَّ الذي يُوجِب فتح ما قبل الآخر كونه مَصدراً .. كونه اسم آلة .. كونه على وزن (أَفْعَل)، هو الذي يُوجب أنْ يكون ما قبل الآخر مفتوحاً، وإن لم يكن كذلك رجعنا إلى الأصل وهو: السماعي.
إذاً: قوله: (اسْتَوْجَبَ) يُوحِي بأنَّ الفتح واجبٌ ومستحقٌّ، وهذا لا يكون إلا إذا كان داخلاً تَحت قاعدة صَرفيَّة، فإن لم يكن مُستوجَباً حكمنا عليه بأنَّه سماعي، هذا أولاً:
وكان هذا الاسم الصحيح (ذَا نَظِيرٍ) من المعتل .. صاحب نظير .. له نظير مثله .. شبيه .. زميل، يدخلان تحت هذه القاعدة، يعني: ليس لوحده الصحيح وإنَّما له قرين، هذا القرين مُعتل، نَحكم على المعتل بأنَّه مقصور قياساً.
(وَكَانَ ذَا) كان الاسم الصحيح الذي فُتِح ما قبل الطرف، (ذَا نَظِيرٍ)(ذَا) هذا خبر (كَانَ) بمعنى صاحب منصوب بالألف، وهو مضاف، و (نَظِير) مضاف إليه، (ذَا نَظِيرٍ) من المعتل (كَالأَسَفْ) هذا مثال للصحيح الذي استوجب الفتح من قبل الطَّرَف، وله نظير وُجِد فيه أمران:
أولاً: فُتِح ما قبل آخره: (أسَف) السين، وله نظير كـ:(جَوى)، (فَلِنَظِيرِهِ) الذي هو: (جوى) المعتل الآخِر (ثُبُوتُ قَصْرٍ بِقِيَاسٍ ظَاهِرِ)، (ثُبُوتُ) قلنا: هذا مبتدأ، وقوله:(بِقِيَاسٍ) هذا مُتعلِّق بـ (ثُبُوتُ)، و (ظَاهِرٍ) هذا نعتٌ له.