للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حينئذٍ تجاوزت ألفه ثلاثة أحرف، شَمِل ما إذا كانت رابعةً أو خامسةً أو سادسةً، فإذا كانت رابعةً وهو مقصور حينئذٍ إذا ثنَّيته قلبت الألف ياءً، فتقول في (مَلَهَى) وقعت رابعةً، مباشرة إذا ثَنَّيت قلت: (ملهَيان) قلبت الألف ياءً، لأنَّ الألف وقعت رابعةً، كذلك إذا وقعت خامسةً: (مُنتمى) إذا ثنَّيته اقلب الألف ياءً فقل: (منتميان)، كذلك إذا وقعت سادسةً: (مستدعَى .. مستدعَيان) قلبت الألف ياءً.

إذاً: في ثلاثة أحوال: إذا وقعت رابعةً أو خامسةً أو سادسةً وجب قلب الألف ياءً، وأشار إلى ذلك بقوله:

إِنْ كَانَ عَنْ ثَلاَثَةٍ مُرْتَقِيَا ..

(آخِرَ مَقْصُورٍ) تثنيه (اجْعَلَهُ يَا)، (آخِرَ) هذا منصوبٌ على الاشتغال، (اجْعَلَهُ) اجعل آخر، (اجْعَلَهُ) اشتغل بضميره، تَقدَّم اسمٌ وتأخَّر فعلٌ واشتغل بضميرٍ، لو سقط لتسلَّط على الاسم السابق، (آخِرَ مَقْصُورٍ) إذاً: منصوب على الاشتغال، (آخِرَ) مضاف و (مَقْصُورٍ) مضافٌ إليه.

(تُثَنِّي) هذا صفة لـ (مَقْصُور)، (تُثَنِّي) الجملة .. والفاعل أنت، حينئذٍ لا بُدَّ من عائد، إذا وقع الخبر، أو النَّعت، أو الحال جملة لا بُدَّ من ضميرٍ يعود على المنعوت، أو على المبتدأ، أو على صاحب الحال، وهنا محذوف تقديره: تُثنِّيه (آخِرَ مَقْصُورٍ تُثَنِّيهِ) إذاً: حذف العائد لكونه فَضْلةً، لأنَّه مفعولٌ به.

(آخِرَ مَقْصُورٍ تُثَنِّيهِ) (تُثَنِّيهِ) صفة لـ (مَقْصُورٍ)، (اجْعَلَهُ يَا) (اجْعَلَهُ) اجعل أنْتَ، الهاء هنا: مفعولٌ أول، و (يَاءً) هذا مفعولٌ ثاني، مُطلقاً؟ لا، قال: إِنْ كَانَ المقصور عَنْ ثَلاَثَةٍ مُرْتَقِيَا .. مرتقياً عن ثلاثةٍ، (عَنْ ثَلاَثَةٍ) مُتعلِّق بقوله: (مُرْتَقِيَاً).

قوله: (عَنْ ثَلاَثَةٍ) أطلق النَّاظم هنا، فشمل ما إذا كانت ألفه مُنقلبة عن واو أو ياء .. مُطلقاً، يعني: لا يُنْظَر إليها من حيث كونها منقلبة عن واو أو عن ياء، وهل هي مجهولة الأصل أم لا .. هل هي أصليةٌ أم زائدة؟ لا يُبحث فيه، فكل ألفٍ وقعت رابعة أو خامسة أو سادسة وجب قلبها ياءً دون نظرٍ لأي شيءٍ آخر.

(كَذَا الَّذي الْيَا أَصْلُهُ) ماذا بقي؟ عرفنا (عَنْ ثَلاَثَةٍ مُرْتَقِيَا) بقي الثلاثي، وليس عندنا ثنائي، الثلاثي فيه تفصيل، ننظر في هذه الألف: هل هي منقلبة عن واو أو عن ياء، أو مجهولة الأصل؟ لأنَّه يَحتمل إمَّا أن تكون منقلبة عن واو، وإمَّا أن تكون منقلبة عن ياء، وإمَّا أن تكون مجهولة الأصل، يعني: غير مُبدلة، وهذا يدخل تحته قسمان:

إمَّا أن تكون أصليَّة غير منقلبة، وإمَّا أن تكون منقلبة لكن لا ندري هل هي منقلبة عن واو أو عن ياء.