قال الشَّارح هنا:"الاسم المتمكن إن كان صحيح الآخر، أو كان منقوصاً لحقته علامة التَّثنية من غير تغيير" يعني: يريد أن يمهد، لأنَّ النَّاظم هنا لم يذكر إلا الممدود والمقصور فحسب، بقي عليه الاسم المُتمكِّن إن كان صحيح الآخر، هذا تلحقه الزيادة بدون تغيير، وكذلك إذا كان منقوصاً لحقته علامة التَّثنية من غير تغيير، فتقول: رجل .. رجلان، وجارية .. جاريتان، وقاضي .. قاضيتان، هذا في الاسم المُتمكِّن، ويدخل فيه ما نُزِّلَ مُنَزَّلة الصحيح، مثل: دلو وضبي، فتقول: دلوان .. وضبيان، ولذلك قال ابن هشام:
هذه الأنواع الثلاثة يجب ألا تُغَيَّر في التَّثنية، فتقول: رجلان، وامرأتان، وضبيان، ودلوان، وقاضيان، لا تُغَيَّر .. تبقى على أصلها، وأمَّا المقصور والممدود فهذا الرابع والخامس، وإن كان مقصوراً فلا بُدَّ من تغييره على ما سيأتي، وإن كان ممدوداً فسيأتي حكمه، فإن كانت ألفه .. ألف المقصور رابعةً فصاعداً، هو جاء بالمعنى، النَّاظم قال:(إِنْ كَانَ عَنْ ثَلاَثَةٍ مُرْتَقِيَا) يعني: زائداً وصاعداً عن ثلاثة .. عَبَّر بالمعنى.
إن كانت ألف المقصور رابعةً فصاعد قُلِبت ياءً، يعني: تجاوزت ألفه ثلاثة أحرف، فتقول في (ملهَى): ملهَيان، هذه رابعة، وفي (مستقصَى): مستقصَيان، هذه سادسة، بقي عليه الخامسة (منتمَى): منتمَيان، وفي (حبلَى): حبليان.
إذاًَ: هذا ما كانت على أربعة أحرف فصاعداً، وما عداه فَيُحْكم عليه بكونه شاذَّاً، ولذلك قيل: شَذَّ قوله في تثنية (قهقرى) و (خوزلى): قهقران وخوزلان، بالحذف، (قهقرى) الأصل أن يُقال: قهقريان، لكن قيل: قهقران حُذِفت الألف، نقول: هذا شاذ، لأنَّ القاعدة: أن تُقْلَب الألف إذا كانت رابعة فصاعدة أن تُقلب ياء، يعني: ما تُحْذَف، وهنا (قهقران) حذفها فهو شاذ، ومثله (خوزلان): خوزلا الأصل: خوزليان، قال: خوزلان: حُذِفت الألف، نقول: هذا شاذٌّ يُحفظ ولا يقاس عليه، هذا إن كانت رابعةً فصاعداً.
وإن كانت ثالثةً لا بُدَّ من الاستفصال: فإن كانت بدلاً من الياء كـ (فَتَى) و (رحى)، قُلِبت أيضاً ياءً، فتقول: فتيان ورحيان، وَشَذَّ في (حِمى): حِموان، حِمَى .. حميتُ .. أحميه، هذا يائي أو واوي؟ يائي، سُمِع: حِمَوان أو حَمَوان، بالواو، قُلِبت الألف واواً، هذا شاذٌّ يُحفظ ولا يُقاس عليه.
إذاً: شذَّ في (حِمى) وهو: ألفٌه منقلبة عن ياء مثل: فتى .. حِموان، بالواو لأنَّ ألفه منقلبة عن ياء بدليل: حميت الحمى وأحميه، وكذا إذا كانت مجهولة الأصل غير مُبدلة، عبَّر بعضهم عن الأصليَّة بالمجهولة، والمراد بالألف الأصليَّة: هي كل ألفٍ في حرفٍ أو شبهه: (إلى) و (على) ونحوها، ومجهولة الأصل نحو (الدَّدا) وهو: اللهو، فإن ألفه لا يُدرى هل هي عن واوٍ أو ياء.