للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وخَصَّوا الاسم بالإعلال، لأنَّه أخفُّ من الصِّفة، لماذا لم يعكسوا .. لو قيل: بأنَّه قُلِبَت ياء (فَعْلَى) اسماً واواً للفرق بينها وبين الصِّفة .. لماذا لم يعكسوا، فيجعلوا القلب في الصِّفة دون الاسم؟ قالوا: الصِّفة ثقيلة، والاسم أخف، حينئذٍ كان الإعلال بالأخف أولى من أن يكون بالصِّفة.

إذاً: خصَّوا الاسم بالإعلال لأنَّه أخفُّ من الصِّفة، فكان أحمل للثِّقل، لأنَّ الإعلال ثِقَل، الواو ثقيلة أثقل من الياء، والصِّفة ثقيلة، لأنَّها تدل على معنى، والاسم خفيف، لأنَّه يدل على ذاتٍ فحسب، فحينئذٍ أيُّهما أولى؟ الخفيف يُعْطَى الثقيل، وأمَّا الثقيل فيبقى على حاله وهو الياء، إذاً قوله: (أَتَى الْوَاوُ بَدَلْ يَاءٍ مِنْ لامِ فَعْلَى) (بَدَلْ) هذا (فَعَل) مصدر، ولذلك تَعلَّق به قوله: (مِنْ لامِ) جار ومجرور مُتعلِّق بالمضاف، لماذا تَعلَّق به؟ لأنَّه مصدر، والمصدر من مُتعلَّقات الجار والمجرور.

(لامِ) مضاف، و (فَعْلَى) قُصِدَ لفظه وهو مضافٌ إليه، (اسْماً) هذا حالٌ من (فَعْلَى)، يعني: لا وصفاً، فإن كان وصفاً خرج عن القيد، (كَتَقْوَى) وذلك (كَتَقْوَى) (تَقْوَى) جار ومجرور مُتعلِّق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره: وذلك كَتَقْوَى.

ثُمَّ استدرك لئلا يُظَن بأنَّ هذه القاعدة مُطَّردة في جميع المفردات قال: (جَا ذَا الْبَدَلُ غَالِبَاً) وليس بِمطَّردٍ.

ثُمَّ قال:

بِالْعَكْسِ جَاءَ لاَمُ فُعْلَى وَصْفَاً ..

(بِالْعَكْسِ) هذا حالٌ مُقدَّم من فاعل (جَا)، النَّاظم يأتي تارةً بـ: (جَاء) إذا أمكنه ذلك، وتارةً يأتي بـ: (جَا)، وكلاهما لغةٌ، (جَاءَ) هذا فعل ماضي، (لاَمُ فُعْلَى وَصْفَاً) (لاَمُ) فاعل (جَاءَ)، وهو مضاف، و (فُعْلَى) قُصِدَ لفظه مضافٌ إليه، (وَصْفاً) هذا حالٌ من (لاَمُ فُعْلَى) .. حالٌ من الفاعل.

(بِالْعَكْسِ) هذا حالٌ مُتقدِّم من فاعل (جَا) حال كونه (بِالْعَكْسِ)، والمراد (بِالْعَكْسِ) هنا: العكس اللغوي، يعني: خلافاً، يعني: تُبْدَل الواو الواقعة لاماً لـ: (فُعْلَى وَصْفَاً) ياءً، عكس ما سبق، الذي سبق: تُبْدَل الياء واواً، هنا تُبْدَل الواو ياءً، متى؟ إذا كان (فُعْلَى) لامه واواً .. إذا وقع (فُعْلَى) لامه واواً، (وَصْفَاً) فيما سبق قال: لـ (فُعْلَى وَصْفَاً) إن تكن عيناً بالوجهين .. إذا وقعت الياء عيناً لصفةٍ على وزن (فُعْلَى) فيها الوجهان، هذا فيما إذا وقعت الياء عيناً، وأمَّا هنا فالكلام في اللام، فلا يلتبس هذا بذاك، إذا وقعت الواو لاماً لـ: (فُعْلَى وَصْفَاً) احترازاً من الاسم، قُلِبَت الواو ياءً نحو: دُنْيا وعُلْيَا.

وَكَوْنُ قُصْوَى نَادِرَاً لاَ يَخْفَى ..