للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الصورة الثانية عكسها: تَقَدُّم الواو على الياء، نحو: مَرْمِيٌّ، أصله: مرمُوي، على وزن (مفعول)، اجتمعت واو وياء، الواو هذه واو (مفعول) وهذا سيأتي في آخر البحث، حينئذٍ ما كان على وزن (مفعول) وكانت اللام هنا واو، حينئذٍ اجتمعت الواو والياء، وسبقت الواو وهي ساكنة فوجب قلب الواو ياءً، ثُمَّ وجب أيضاً .. عندنا وجوبان .. حكمان:

الأول: وجوب قلب الواو ياء، ثُمَّ يجب إدغام الياء الأولى في الياء الثانية، صار: مَرْمِيٌّ، إذاً: (مَرْمِيٌّ) هذا فيه حرفٌ أصلي .. حرفٌ يعني: منقلب عن حرف، ثُمَّ أُدْغِم في الياء.

إذاً: مَرْمِيٌّ، تَقَدَّمت الواو هنا على الياء، وَطَيٌّ، أصله: طَوْيٌ، لأنَّه من: طويت، طَوْيٌ على وزن (فَعَلْ) اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسُّكون فوجب قلب الواو ياءً، ثُمَّ وجب إدغام الياء في الياء، كذلك: لَيٌّ، مصدر: لويت، كما أنَّ: طَيٌّ، هذا مصدر: طَوَيْتُ .. طَوَيْتُ طَيَّاً، ولويتُ لَيَّاً، وأصلهما: طَوْيٌ، اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسُّكون، فوجب قلب الواو ياءً، ثُمَّ وجب إدغام الياء في الياء.

(اقْلِبَنَّ الْوَاوَ يَاءً مُدْغِمَاً) (وَشَذَّ مُعْطًى)، (شَذَّ) فعل ماضي، و (مُعْطىً) هذا فاعل، والأصل أنه يَتَعدَّى إلى مفعولين .. (أعطى) يَتَعدَّى إلى مفعولين، وهنا (مُعْطَى) هذا اسم مفعول، حينئذٍ نائب الفاعل ضمير مستتر، و (غَيْرَ) هذا مفعولٌ ثاني لـ: (مُعْطىً) وهو مضاف، و (مَا) مضافٌ إليه، اسم موصول بِمعنى: الذي، و (قَدْ رُسِمَا) قد ثَبَت أو لُفِظَ أَوْ خُطَّ أَوْ قُعِّدَ أَوْ أُصِّلَ، والألف هذه للإطلاق، (قَدْ) هنا للتحقيق، وجملة (قَدْ رُسِمَا) لا مَحلَّ لها من الإعراب صلة الموصول، (رُسِمَا) الضمير هنا نائب الفاعل يعود على (مَا).

إذاً: (شَذَّ مُعْطَى) لأنَّه خالف هذا القياس السابق، والشَّاذ هنا في هذا المقام يشمل ثلاث صور، هكذا مَثَّله ابن هشام في: (الأوضح):

ما شَذَّ فيه الإبدال، يعني: ما خرج عن هذه الشروط السابقة: واوٌ وياء سكنت أولاهما .. اجتمعا في كلمةٍ واحدة .. اتَّصلا، وكان السُّكون حقيقي لا عارض، وكانت الواو الحرف الأول أو الثاني، كذلك حقيقي ليس بعارض، شَذَّ منه ثلاثة صور:

ما شَذَّ فيه الإبدال لكونه لم يستوف الشروط، يعني: حصل إبدالٌ بقلب الواو ياءً وإدغام الياء في الياء، ولم يستوف الشروط مثل ما ذكرته: الرُّويَّا .. (إِنْ كُنتُمْ لِلرُّويَّا تَعْبُرُونَ) (رُويَّا) قلنا: الواو هذه عارضة، أصلها: رؤيا، ليس عندنا واو وياء، وإنَّما خُفِّفَت الهمزة فصارت واواً: رويا، ثُمَّ جاء طَبَّق القاعدة على هذه الواو: وهو أنَّها سكنت، واجتمعت واو وياء، وسبقت إحداهما بالسُّكون، فَقُلِبَت الواو ياءً فَأُدْغِمَت الياء في الياء فقيل: الرُّويَّا (إِنْ كُنتُمْ لِلرُّويَّا تَعْبُرُونَ) هكذا قرئ في بعضها.