للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولذلك قال ابن عقيل: فإن كانتا لاماً -الواو والياء- وجب الإعلال، ما لم يكن الساكن بعدهما - بعد الواو والياء - ألفاً أو ياءً مُشدَّدة، فإن كان ياءً أو ألفاً حينئذٍ كَفَّت هذه الألف وهي ساكنة .. كَفَّت إعلال اللام، وكذلك الياء وهي ساكنة .. ياء مُشدَّدة، لكن نقول: (إِنْ حُرِّكَ التَّالِي) فإن كان التالي ساكناً، الياء المُشدَّدة أولها ياءٌ ساكنة، إذاً: هو الذي تلا اللام، وليست الياء مطلقاً.

كـ: رَمَيَا وعَلَوِي، (رَمَيَا) هنا صَحَّت اللام، لأنَّ الساكن ألف، فَكَفَّت الألف الياء عن الإعلال، و (عَلَوِيّ) كَفَّت الياء المُشدَّدة الواو عن الإعلال، وذلك نحو -يعني: الذي لم يمنع- (يَخْشَوْنَ) أصله: (يَخْشَيُون) .. (يفعلُون) يَخْشَيُون ياءٌ مُتحرِّكة قبلها فتحة، يَخْشَيُ تَحرَّكت الياء وانفتح ما قبلها، فحينئذٍ تُعَل أو لا؟ تُعَل، لكون السَّاكن غير ألفٍ ولا ياءٍ مُشدَّدة .. لكونه واواً، حينئذٍ نقول: تَحرَّكت الواو وانفتح ما قبلها إلى آخر ما ذكرناه.

فَقُلِبَت الياء ألفاً لِتَحَرُّكها وانفتاح ما قبلها، ثُمَّ حُذِفَت لالتقائها ساكنةً مع الواو الساكنة.

إذاً: هذه الشروط التي ذكرها شروطٌ لا بُدَّ من تَحَقُّقِها في الواو والياء.

ثُمَّ قد يعرض للواو والياء المذكورتين أسباب تمنعهما عن الإعلال، سَمَّاها المكودي: موانع، وعَدَّها الكثيرون شروطاً عدمية، لأنَّ الشَّرط قد يكون شرطاً وجودياً، وقد يكون شرطاً عدمياً.

قال هنا:

وَصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وَفَعِلاَ ... ذَا أَفْعَلٍ كَأَغْيَدٍ وَأَحْوَلاَ

(وَصَحَّ) هذا فعلٌ ماضي، و (عَيْنٌ) فاعل وهو مضاف، و (فَعَلٍ) مضافٌ إليه، وأراد به المصدر، (وَفَعِلاَ) أراد به الفعل على وزن (فَعِل) بكسر العين، والألف هذه للإطلاق.

(ذَا أَفْعَلٍ) حالٌ من (فَعِلا) مكسور العين، (ذَا أَفْعَلٍ) يعني: صاحب (أَفْعَلٍ) يعني: اسم الفاعل منه على وزن (أَفْعَل)، حينئذٍ تصحُّ العين، لا تُقْلَب الواو ولا الياء ألفاً .. تصح عينه.

إذاً نقول: تُقْلَب الواو الياء ألفاً ما لم تكن الواو (عَيْنَ فَعِل) الذي اسم الفاعل منه على وزن (أَفْعَل): (عَوِرَ) طبق عليه الشُّروط السابقة: تَحرَّكت الواو وانفتح ما قبلها، وما بعدها كذلك مُتَحرِّك فالأصل: أن تُقْلَب الواو ياءً .. التي صَحَّت .. ما قُلِبَت، لماذا؟ لكونها على وزن (فَعِلَ)، اسم الفاعل منه على وزن (أَفْعَل) وهو: أعور.

إذاً يُشْتَرَط: ألا تكون الواو ولا الياء عين (فَعِل) بكسر العين الذي فاعله .. اسم الفاعل على وزن (أَفْعَل)، ولا (فَعِل) الذي مصدره على (فَعَلٍ)، فتصحُّ حينئذٍ في المصدر، وفي اسم الفاعل، وفي الفعل، هذه الأحوال الثلاثة: (فَعِلَ) و (أَفْعَل) و (فَعَلٌ) المصدر، فَرِحَ فَرَحَاً، المصدر من (فَعِلَ) اللازم أن يكون على وزن (فَعَل) بفتحتين، حينئذٍ في هذه الأنواع الثلاثة إذا جاءت العين واواً أو ياءً صَحَّت، يعني: لا تُقْلَب واواً ولا ياء، هذا شرطٌ وجودي أو عدمي؟ شرطٌ عدمي، ولذلك عَدَّه ابن هشام من الشروط، وجعله المكودي من الموانع، والخلاف لفظي.