للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(عَيْنُ) مبتدأ، (وَاجِبٌ) خبر، (عَيْنُ مَا) (عَيْنُ) مضاف، و (مَا) اسم موصول بِمعنى: الذي في مَحلِّ جر مضاف إليه، (آخِرَهُ) بالنَّصب، يستعمله النَّاظم هنا منصوباً على الظَّرفيَّة المكانيَّة: (آخِرَهُ) (مَا قَدْ زِيدَ آخِرَهُ) فـ: (آخِرَ) هذا منصوبٌ والعامل فيه (زِيدَ)، و (زِيدَ) فعل ماضي مُغيَّر الصيغة، (زِيدَ مَا) هذا نائب فاعل لـ: (زِيدَ)، و (قَدْ) للتَّحقيق، وجملة (قَدْ زِيدَ آخِرَهُ) لا مَحلَّ لها من الإعراب صلة الموصول.

(وَعَيْنُ مَا قَدْ زِيدَ آخِرَهُ) يعني: في آخره، لأنَّ الظرف على معنى: في (زِيدَ في آخِرَهُ) ما الذي زِيِد؟ (مَا يَخُصُّ الاِسْمَ)، حينئذٍ إذا زيد في آخر الكلمة التي وُجِدَ فيها واوٌ أو ياءٌ تَحقَّق فيها شرط الإعلال، هنا قد اتَّصل بالاسم الذي وُجِدَ فيه الواو بالشَّرط السابق أو الياء بالشَّرط السابق، حينئذٍ هذه الزيادة الخاصَّة بالأسماء منعت الإعلال.

لأنَّه إنَّما أُعِلَّ الاسم كما ذكرناه سابقاً .. الإعلال، بل الصَّرف كله دخوله في الأفعال دخولاً أصلياً، ودخوله في الأسماء دخولاً تبعياً .. غير مستقل، لأنَّ التَّغيير في الأصل يكون للفعل، حينئذٍ إذا وُجِدَ في الاسم ما هو من خصائصه، ولو وُجِدَ فيه ما يكون مُعلَّاً كالواو والياء بشرطها، حينئذٍ نقول: اتَّصل بالاسم ما يُبْعِد شبهه بالفعل.

وَعَيْنُ مَا آخِرَهُ قَدْ زِيدَ مَا ..

(مَا) اسم موصول بِمعنى: الذي، نائب فاعل، و (يَخُصُّ) هذا فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر يعود على (مَا)، و (الاِسْمَ) مفعولٌ به، (مَا يَخُصُّ الاِسْمَ) وجملة (يَخُصُّ الاِسْمَ) لا مَحلَّ لها من الإعراب صلة الموصول، (وَاجِبٌ) هذا خبر، (أَنْ يَسْلَمَا) (أَنْ) حرف مصدر ونصب، (يَسْلَمَا) فعل مضارع منصوبٌ بـ: (أَنْ)، والألف هذه للإطلاق، (يَسْلَمَا) وفيه ضمير مستتر يعود على (وَاجِبٍ).

و (أَنْ) وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل لـ: (وَاجِب)، لأنَّ (وَاجِب) اسم فاعل فيعمل، إذاً يرفع (وَاجِبٌ سلامتُه)، ولو عُكِس قيل: (عَيْنُ) مبتدأ، (وَاجِبٌ) خبر مُقدَّم، و (أَنْ يَسْلَمَا) مثل: أن تصوموا (أَنْ) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ مُؤخَّر، (واجبٌ) خبره، والجملة من الخبر المُقدَّم والمبتدأ المُؤخَّر خبرٌ عن (عَيْن)، عينٌ سلامته واجبة، أيهما أولى .. وعَيْنُ واجبٌ سلامته؟

الثاني أولى، على كُلٍّ يجوز فيه الوجهان، لكن الظَّاهر: أنَّ (وَاجِب) خبر مُقدَّم، و (يَسْلَمَا) مبتدأ مُؤخَّر، والجملة خبر (عَيْن) هذا أولى.

يعني: أنَّه يمنع من قلب الواو والياء ألفاً لتحرُّكهما وانفتاح ما قبلهما كونهما عيناً -لا لام ولا فاء، فيما آخره زيادة تخصُّ الأسماء، لأنَّه بتلك الزِّيادة يبعد شبهه بما هو الأصل في الإعلال وهو الفعل، فَصُحِّحَ لذلك، وشملت الزيادة الخاصة بالأسماء الألف والنُّون نحو: جَوَلان، تَحرَّكت الواو وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفاً، لكن منع منه مانع: وهو اتِّصال هذا اللفظ (جَوَلاَن) بألفٍ ونون، والألف والنُّون من خصائص الأسماء، فأبعد شبه هذا الاسم من الفعل فلم يُعَل، وهذه عِلَّة عليلة، لكن هكذا قالوا!