إذاً: " قَضِيَّةٌ ولاَ أبَا حَسَنٍ لَهَا" هذا معرفة، أبا أضيف إلى حسن، اكتسب التعريف، كيف جاء اسماً للا النافية للجنس؟ نقول: مؤول، يعني ولا مثل أبا حسن لها، هذا أحسن توجيه لها.
ويدل على أنه معامل معاملة النكرة وصفه بالنكرة كقولك: لاَ أبَا حَسَنٍ لَهَاحلالاً لَهَا، فلما وصف بالنكرة دل على أن (لا) هذه للجنس، وأن مدخولها نكرة، نكرة في المعنى لكنه في اللفظ معرفة.
حينئذٍ وجب التأويل ليوافق اللفظ المعنى. ولا مثل أبي حسن لها.
ولا يفصل بينها وبين اسمها فإن فصل بينهما ألغيت كقوله تعالى: ((لا فِيهَا غَوْلٌ)) [الصافات:٤٧].
إذاً: ألا يفصل بين (لا) والنكرة بشيء، فإن فصل تعين الرفع لضعفها عن درجة (إن) ((لا فِيهَا غَوْلٌ)) [الصافات:٤٧].
ثم قال رحمه الله:
فَانْصِبْ بِهَا مُضَافاً اوْ مُضَارِعَهْ ... وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ اذْكُرْ رَافِعَهْ
وَرَكِّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحَاً كَلاَ ... حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ وَالثَّانِ اجْعَلاَ
مَرْفُوعَاً اوْ مَنْصُوباً اوْ مُرَكَّبَا ... وَإِنْ رَفَعْتَ أَوَّلاً لاَ تَنْصِبَا
خبر (لا) لا يخرج عن ثلاثة أحوال: إما أن يكون مضافاً، وإما أن يكون شبيهاً بالمضاف، وإما أن يكون مفرداً.
المضاف هنا هو المضاف في غيره من الأبواب، فحينئذٍ يقال فيه: كل كلمتين نُزِّل ثانيهما مُنُزَّلة التنوين مما قبله، غلام زيد نقول: هذا مضاف ومضاف إليه، والشبيه بالمضاف: هو ما اتصل به شيء من تمام معناه، يعني شيء يكمِّله تعلق به على جهة العمل إما بالرفع، وإما بالنصب، وإما بالتعلق -الجار والمجرور-، وإما بالعطف .. هذه أربعة أحوال.
تقول: لاَ قبِيحاً فعلُه ممدُوحٌ، قبيحاً هذا اسم اتصل به شيء من تمام معناه، وهو يطلب فاعل، والفاعل مكمِّل لعامله، إذاً متمم له في المعنى وهو مرفوع، أو منصوب لا طالعاً جبلاً حاضر، لا طالعاً: طالعاً هذا اسم (لا)، اتصل به شيء متمم لمعناه وهو: جبلاً لأنه مفعول به، والعامل الذي يعمل لا يتم معناه إلا بمعموله، هذه قاعدة: كل عامل تسلط على اسم أو على ظرف أو على مجرور حينئذٍ لا يتم معناه إلا بالمعمول: قبيحاً فعله، قبيحاً عمل الرفع في فعله، إذاً لا قبيحاً .. ما قبيحاً! كلامه، فعله، نومه، أكله، شربه؟ يحتمل، فلما قلت: فعله عمَّمت الحكم، حينئذٍ صار فاعلاً فتمم معناه، أو منصوب لا طالعاً جبلاً، طالعاً ماذا؟ يحتمل، الطلوع ليس خاص بالجبل، حينئذٍ إذا قلت: طالعاً جبلاً تخصص، تخصص بماذا؟ بالمفعول به وهو معمول، إذاً تممه شيء متصل به.
أو مخفوض يتعلق به: لا خيراً من زيد عندنا، من زيد جار ومجرور متعلق بخير، وهو أفعل تفضيل، وحينئذٍ لا خيراً –بالنصب- ممن؟ من زيد، من عمرو، من خالد .. إلى آخره؟