يصعد حقًا فتأمل في حالك وقت الدعاء: هل أنت ممن يدعون دعاء الراغب .. الراهب .. المستكين .. الخاضع .. المتذلل .. الفقير إلى ما عند ربه تبارك وتعالى؟ أم أنت إذا دعوت: دعوت دعاء غافل .. لاه؟ ! أيها الداعي: إن التذلل والخضوع والافتقار إلى الله تعالى أثناء الدعاء له مفعول عجيب في إجابة الدعاء ..
وقد غفل الكثيرون عن ذلك؛ فتجد أحدهم إذا دعا أخرج كلمات جافة لا أثر للخضوع والتذلل فيها، وقد نسي هذا أنه يخاطب ملك الملوك المتفرد بالجلال والكبرياء.
قال أبو حفص رحمه الله: أحسن ما يتوسل به العبد إلى الله: دوام الافتقار إليه على جميع الأحوال، وملازمة السنة في جميع الأفعال وطلب القوت من وجه حلال.
وقال بعضهم:«ادع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق».
أخي المسلم: إن أثر التذلل والخضوع على إجابة الدعاء سريع .. مضمون الفائدة؛ ولا يعلم هذا إلا من جربه ..
وإليك هذه النماذج تبرهن لك أن أثر التذلل على إجابة الدعاء لا يتخلف.
قيل: أصاب الناس قحط على عهد داود عليه الصلاة والسلام فاختاروا ثلاثة من علمائهم فخرجوا حتى يستسقوا بهم.