للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الله تعالى أن يجيب دعاءهم! وقد نسي هؤلاء أن الله تعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: ٢٣].

فاحذر الاستعجال لإجابة الدعاء، ولتعلم أن الدعاء عبادة؛ فإنك إن أكثرت من الدعاء فأنت على خير عظيم؛ سواء رأيت أثرًا للإجابة أو لم تر ..

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي» (١).

خامسًا: ولا يغيب عنك أيضًا أن من أسباب إجابة الدعاء: الإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض ..

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأُعيذنه .. » (٢).

فلتكثر من النوافل فإنها ترفع مقامك في الدنيا والآخرة .. أما في الدنيا: فبالفوز بمحبة الله تعالى؛ وهي غاية الغايات؛ وإذا فزت بذلك أعانك الله تعالى على طاعته، ومرضاته؛ فلا تسمع إلا ما يرضي الله، ولا تبصر إلا ما يُرضي الله، ولا تنال بيدك إلا ما يُرضي الله،


(١) رواه البخاري ومسلم.
(٢) رواه البخاري.

<<  <   >  >>