في مادة سفر. وقوله نيرا براقع الفضل والآداب قال الإمام المناوي نيرا تثنية نير كسيد وهو الجامع للنور الممتلي والنيران الشمس والقمراه قلت المصنف لم يذكر هذه الصيغة في بابها وإنما ذكر الفعل بالإشارة والجوهري أهمله أصلا وعبارة المصباح ونار الشي ينور نيارا بالكسر وبه سمي إضاءة أيضا فهو نير والبراقع فسرها المحشي بأنها جمع برقع وهي السماء السابعة أو الرابعة أو الأولى كما في القاموس قال واقتصر في الصحاح على ضبطه بالكسر وعلى تفسيره بالسماء السابعة وشنع على من فسر البراقع بأنها جمع برقع وهو ما تستر به المرأة وجهها وهو غريب فإن برقع السماء مفرد فكيف يصح جمعه ولعل سبب هذا التكلف أنه لم ير مناسبة بين النور وبراقع النساء إذا المشهور أن يقال نير الفلك أو الأفق ونحو ذلك وقوله الفضل عبارته في باب اللام الفضل ضد النقص وأحسن منها عبارة الجوهري فإنه قال الفضل والفضيلة ضد النقص والنقيصة وعبارة الكليات والفضل في الخير ويستعمل لمطلق النفع والفضول جمع فضل بمعنى الزيادة غلب على ما لا خير فيه حتى قيل
(فضول بلا فضل وسن بلا سنا .... وطول بلا طول وعرض بلا عرض)
ثم قيل لمن يشتغل بما لا يعنيه فضولي وفي المصباح واشتق منه (أي من الفضول) فضالة مثل جهالة وضلالة والمصنف لم يذكر الفضالة بالفتح بهذا المعنى وقوله والآداب سيجيء الكلام على تعريفه الأدب بأنه الطرف وحسن والتناول. قوله مع التزام إتمام المعاني وإبرام المباني يعني أن القاموس مع كونه اختصر من اللامع المعلم العجاب فقد جمع جميع معانيه وفيه أنه خلا عن كثير من الألفاظ الفصيحة المذكورة في الصحاح وغيره فيكون اللامع أيضا مثله في الخلو فكيف خمنه في ستين سفرا وبالجملة فإن إتمام المعاني في القاموس على صغره مجرد دعوى وقوله إبرام المباني قال الإمام المناوي المباني جمع مبنى استعمل في الكلمات والألفاظ والصيغ اه والمصنف لم يذكر في المعتل المباني ولا مفردها وكان حقه أن يقول وإبرام نظام المباني ليطابق الفقرة الأولى. قوله فصرفت صوب هذا القصد عناني قال الإمام المناوي صوب أي جهة وناحية وهو مما فات المؤلف يعني أنه لم يذكره في صوب. وقال المحشي. قد قصر المصنف في هذه المادة غاية وترك أمورا يحتاج إليها أرباب البداية والنهاية منها الصرب بمعنى الناحية والجهة فقد أهمله بالكلية حتى خفي على بعض من يدعي التحقيق فجعله استعارة من الصوب بمعنى المطر وفي حواشي المغنى للخفاجي أن الصوب بمعنى الجهة حقيقة كما في التهذيب والمصباح قال فتفسير الدماميني له بالمطر أو نزوله على الاستعارة مما يقتضي منه العجب. قوله وجعلت بتوفيق الله زفرا في زفر ولخصت كل ثلاثين سفرا في سفر قال المحشي التوفيق خلق قدرة