سيد أثبت الحائجة وفي قوله أيضا أن البطاقة سميت لأنها تشد بطاقة من هدب الثوب مع أن ابن سيده أنكر هذا القول وجعل الباء أصلية وفي قوله أيضا أن العاج عظم الفيل وابن سيده نص على أنه أنيابه وأن الطحان من طحن أو طح وفي شرح خاصمه فخصمه وفي تفسير اختلاج العين بطيرانها وفي تعريف الشوائب وغير ذلك وخطأ الجوهري في قوله البثر خراج صغار لأنه ظن أن الخراج مفرد مع أن ابن سيده عبر عنه أيضا بصيغة الجمع فلو أنه نظر في المحكم في هذا لمادة لما أقدم على هذه التخطئة وكل ذلك دليل على أن أخذه من الصحاح كان أكثر منه من غيره وتمام الغرابة أن الجوهري ذكر انتتف في مادة مرق بقوله والمراقة ما انتتفته من الصوف وذكره في مادته مطاوع نتف وذكر من معاني استلطف استلطف البعير دون استلطفه أي عده لطيفا مع أن هذا المعنى أشهر وذكر استخصه في تعريف استخلصه لا في مادته والمصنف تابعه على ذلك كما يتابع التلميذ أستاذه مقلدا له فع هذا السر واحرص عليه ولك أن تفشيه حين تمس الحاجة إليه وأن تتخذ هذا النموذج وسيلة إلى إصابة نظائره وكأن المحشي قد ألم به فإنه لما استغرب من الجوهري إهماله للحزب بمعنى الحظ والنصيب أردفه بقوله وأهمله المجد كالجوهري وهو عجيب منهما ولاسيما مع دعاوي المجد النازلة من (؟ ) كل غور ونجد ثم تعجب أيضا من عدم ذكرهما الحزب بمعنى النوبة مع أن هذا المعنى هو الأصل فقال ومن العجائب إهمال الجوهري للحزب بمعنى النوبة بالكلية فضلا عن الحكام له بالفرعية والأصلية وأعجب منه اقتفاء المجد آثاره القاصرة وإبطال الدعاوي المتطاولة بالإحاطة والوساطة وإظهار أنها فاضحة ومتقاصرة والكمال لله وحده. قوله واسميته القاموس المحيط لأنه البحر العظم قال المحشي ولو قال بالقاموس بالباء الجارة لكان استعمالا فصيحا سائغا قلت هذا الاعتراض مخالف لما قاله الجوهري في سما ونص عبارته وسميت فلانا زايدا وسميته بزيد بمعنى وأسميته مثله والعجب من المصنف أنه ذكر هنا نصف اسم كتابه وترك النصف الآخر وإنما ذكره في آخر الكتاب حيث قال هذا آخر القاموس المحيط والقابوس الوسيط وقد عرف القابوس بأنه الرجل الجميل الوجه وعرف القاموس بأنه البحر أو أبعد موضع فيه غورا لكن غيره لم يفسره بالبحر فإن الجوهري عرفه بأنه وسط البحر ومعظمه وعبارة التهذيب ومن أمثالهم قال فلان قولا بلغ به قاموس البحر أي قعره الأقصى وقال أبو عبيد الله القاموس أبعد موضع غورا في البحر وعبارة المحكم القاموس والقومس قعر البحر وقيل وسطه وعبارة الأساس غرق في قاموس البحر أي في قعره وعبارة العباب قال ابن دريد قومس البحر وقاموسه معظم مائة وقال أبو عبيد أبعد موضع غورا في البحر وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن المد والجزر فقال ملك موكل بقاموس البحار فإذا وضع قدمه فاضت وإذا رفعها غاضت