للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التناول باليد، يقال نرشه نرشًا، قال ولا أعرف ذلك وليس في كلامهم راء قبلها نون ولا تلتفت إلى نرجس فإنه فارسي معرب، وقال الخارزنجي النرش منبت العرفط، قال وقيل النرش التناول،

• قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب أما قول ابن دريد ليس في كلامهم راء قبلها نون فصحيح، ونرش لقرية من قرى السواد والثياب النرشية ونارشة من الأعلام والنرشيان لنوع من التمر والنرد للظرف ولما يقامر به وأشباهها كلها دخيل، والذي ذكره هو والخارزنجي تصحيف والصواب في منبت العرفط الفرش بالفاء، وفي التناول النوش بالواو اه، وتمام الغرابة مخالفة الصغاني لنفسه في التكملة فإنه قال في باب السين بعد مادة ندس ما نصه: نرس أهمله الجوهري ونرس بالفتح قرية في سواد العراق تحمل منها الثياب النرسية والنرسيان بالكسر ضرب من التمر أجود ما يكون بالكوفة، وليس واحد منها عربيًا، وأهل العراق يضربون الزبد بالنرسيان مثلاً لما يستطاب والواحدة نرسيانة وقال ابن دريد النرس لا أعرف له في اللغة أصلاً، إلا أن العرب قد سمت نارسة، قال ولم أسمع فيه شيئًا من علمائنا وقال أيضًا في نرز النرز فعل ممات وهو الاستخفاء من فزع زعموا، وبه سمي نرزة ونارزة فانظر إلى هذا الخلط وتعجب،

• أما قول الصغاني والنرد للظرف فلعله أراد به ما قاله في الدال النرد عند أهل البحرين شبه جوالق واسع الأسفل مخروط الأعلى ينقل فيه الرطب وهو مقلوب النرد،

• في وضع وضعه حطه وعنه (كذا) حط من قدره، وعن غريمه نقص مما له عليه شيئًا فهذه ثلاثة معان متقاربة، وتعريف الوضع في كتاب الأفرنج أنه الإنشاء الاختراع الإخراج، إقعاد الشيء وتركيبه، النسق الطريقة، الحالة الهيئة، الطور النوع الفعل، وقد استعمله المصنف بمعنى الإنشاء والاختراع في قوله أنشأ الحديث وضعه وقال في بجد ووضعوا الكتابة العربية وفي ذكر والكتاب فيه تفصيل الدين ووضع الملل، وفي مرر ومرامر بن مرة بضمهما أول من وضع الخط العربي وفي تعريف أوقليدس أنه اسم رجل وضع كتابًا في هذا العلم المعروف،

• في دبر التدبير النظر في عاقبة الأمر، وكان الأولى أن يقول النظر في دبر الأمر أي عاقبته كما في المصباح ونص عبارته ودبرت الأمر تدبيرًا فعلته عن فكر وروية وتدبرته تدبرًا نظرت في دبره وهو عاقبته وآخره، واستفيد منه أيضًا أن دبر يتعدى بنفسه وأنه يشمل الفعل وهو مفسر لقوله تعالى: {رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [يونس: ٣]، ولقول أبي تمام:

(فضت كهولهم ودبر أمرهم ... أحداثهم تدبير غير مصيب)

ولقول أبي الطيب المتنبي:

(يدبر الأمر من مصر إلى عدن ... إلى العراق فارض الروم فالنوب)

الحاصل من كل شيء ما بقي وثبت وذهب ما سواه حصل حصولاً وعبارة المصباح حصل لي عليه كذا ثبت ووجب، قلت وحصل على الشيء ملكه فيتعدى بعلى، رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ الترهب التعبد

<<  <   >  >>