الجسد إلا للحيوان العاقل وهو الإنسان والملائكة والجن ولا يقال لغيره جسد إلا للزعفران والدم إذا يبس، وعبارة التهذيب قال الليث الجسد جسد الإنسان ولا يقال لغير الإنسان جسد من خلق الأرض، قال وكل خلق لا يأكل ولا يشرب من نحو الملائكة والجن مما يعقل، فهو جسد، وعبارة المحكم الجسد جسم الإنسان ولا يقال لغيره من الأجسام المغتذية، وقد يقال للملائكة والجن جسد وجمعه أجساد، وحكى اللحياني أنها لحسنة الأجساد كأنهم جعلوا كل جزء منها جسدًا اه، فلا يقال إذا جسد الحجر أو الأجساد الحجرية وقوله وإنما يكسره الرصاص ويسحقه فيؤخذ على المثاقب المتبادر منه أنه إنما يستعمل بعد السحق، مع أنه إذا سحق يبطل نفعه فكان الصواب أن يقتصر على قوله يكسره، وقوله ولا تقل الماس فإنه لحن هو عين اللحن؛ لأنه إذا كانت الكلمة نكرة عجمية وكانت الألف واللام من بنيتها تعين دخول لام التعريف عليها، وكذا استعملها الصغاني وصاحب اللسان وغيرهما كما سيأتي، وهنا شيء وهو أن المصنف حكى في هذه المادة أي مادة موس ورجل ماس كمال لا ينفع فيه العتاب أو خفيف طياش ثم أعاده في المعتل حيث قال ورجل ماس لا يلتفت إلى موعظة أحد واقتصر الجوهري في المادة الأولى على قوله رجل ماس مثل مال خفيف طياش، فإذا كان قول المصنف لا ينفع فيه العتاب أصلاً أمكن التمحل لاشتقاق اسم الألماس منه بجامع عدم التأثر،
• الثاني أني لم أجد السامور في التهذيب ولا في الصحاح ولا في المحكم ولا في العباب ولا في اللسان وإنما وجدت الشمور كتنور في الكتابين الأخيرين، ونص عبارة اللسان في حديث عوج بن عنق مع موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أن الهدهد جاء بالشمور فجاءت الصخرة على قدر رأس إبرة قال ابن الأثير قال الخطابي لم أسمع فيه شيئًا يعتمد (كذا) وأراه الألماس الذي يثقب به الجوهر،
• ونص عبارة العباب والشمور مثال تنور الألماس وفي حديث قصة عوج بن عنق مع موسى صلوات الله عليه أن الهدهد جاء بالشمور فجاب الصخرة على قدر رأسه وهو فعول من الأنشمار ثم قال في موس والماس حجر من الأحجار المتقومة وهو معدود في الجواهر كالياقوت والزبرجد والعامة تسميه الألماس (كذا)،
• وتمام الغرابة أن الكتب المذكورة ماعدا العباب خلت عن ذكر الماس وإنما ذكره صاحب اللسان في مأس المهموز ونص عبارته في أول المادة المأس الذي لا يلتفت إلى موعظة أحد، ولا يقبل قوله وفي حديث مطرف جاء الهدهد بالمأس وألقاه على الزجاجة ففلها (وفي نسخة وألقاه على الدجاجة) المأس حجر معروف يثقب به الجوهر ويقطع وينقش، قال ابن الأثير وأظن الهمزة واللام فيه أصليتين مثلهما في الياس قال وليست بعربية، فإذا كان كذلك فبابه الهمزة لقولهم فيه الألماس، قال وإن كانتا للتعريف فهذا موضعه ثم أعاد في موس رجل ماس مثل مال لا يلتفت إلى موعظة أحد،