للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه من باب كتب وهو من باب ضرب والعجب أن المحشى والشارح لم يتعرضا لذلك، وإنما تعرض الشارح لرد اعتراض المحشى عليه أنه لم يضبط مصادر غلب ونص عبارته بعد قوله والغلبى كالكفري والغلبي كالزمكي وهما عن الفراء هكذا عندنا في النسخ المصححة فلا يعول على قول شيخنا أنه لو قال كذا لأجاد، ثم قال وربما وجد في نسخ لكنه إصلاح، والأصول المصححة مجردة قلت وهذا دعوى عصبية من شيخنا فإن النسخ التي رأيناها غالبًا موجود فيها هذا الضبط وإذا سقط من نسخته لا يعم السقوط من الكل، وكذا قوله في أول المادة أورد المصنف هذا اللفظ وأتبعه بألفاظ غير مضبوطة ولا مشهورة تبعًا لما في المحكم، وذاك يتقيد لضبطها بالقلم وهذا التزام ضبط الألفاظ باللسان، وكأنه نسى الشرط وأهمل الضبط إلى آخر ما قال ولا يخفى أن قوله ويحرك ضبط لما قبله والذي بعده مستغن عن الضبط لاشتهاره واللذان بعده من المصادر الميمية مشهورة الضبط لا يكاد يخطئ فيهما الطالب واللذان بعده فقد ضبطهما بالأوزان وإن سقط من نسخته الخ،

• في آخر مادة نجب أنجب ولد ولدًا جبانًا ضد قلت كان يلزم لإظهار هذه الضدية أن يعطف هذا الفعل على قوله في أول المادة، وقد نجب ككرم نجاية وأنجب ورجل منجب وامرأة منجبة ومنجاب ولد النجباء، بل الأولى أن يقول بعد قوله وأنجب وانجب الرجل ولد النجباء فهو منجب والمرأة منجية ومنجاب وأنجب أيضًا ولد ولدًا جبانًا ضد لكنه فصل ما بين المعنيين بعدة أسطر فخفى المراد من قوله ضد على أنك إذا أمعنت النظر وجدت أن لا ضدية هنا كما قال المحشى ونص عبارته قد يقال لا مضادة بين النجابة والجبن، فإن النجابة لا تقتضي الشجاعة حتى يكون الجبان مقابلاً للنحيب، وضده فإن النجابة هي الحذق بالأمر والكرم والسخاء وهذا لا يلزم منه الشجاعة بل قد يكون الشجاع غير نجيب، ويكون النجيب غير شجاع وهو ظاهر فلا مضادة اه، ومثله قوله في نخب أنخب جاء بولد جبان وشجاع ضد، والأولى أن يقول ولد ولدًا جبانًا أو شجاعًا،

• في حضب الحضب انقلاب الحبل حتى يسقط وسرعة أخذ الطرق الرهدن إذا نقر الحبة، قال المحشى قوله وسرعة أخذ الطرق الرهدان الخ، هذا الإغراب الذي لا تتكلم به الأعراب لا ينبغي لمن انتصب لإفادة العامة والخاصة بكتابه أن يأتي به في أثناء تفاسير الكلمات المشهورة، فإن الطرق والرهدن في هذا المقام لا يكاد يعرفه إلا العرب العرباء التي جبلت على معرفة أكثر الكلام، فكيف يوضع في كتاب قصد به النفع للخاص والعام، هذا ما لا يفعله أرباب الأحلام ولو في الأحلام، ولاسيما وليس المقام مقام بلاغة ولا إظهار معرفة ولا فسره أحد من المصنفين بهذه الألفاظ على أنهم هم أئمة اللغة الحفاظ، والمصنف رحمه اله قصد الأغراب والعجرفة فأتى بهذه الألفاظ هنا وكان الأولى أن يقول وسرعة أخذ الفخ الطائر إذا نقر الحبة فإن الطرق بفتح الطاء وسكون الراء هو الفخ

<<  <   >  >>