جاء به على حذف الهاء مع الإعلال كقوله تعالى:{وَأَقَامَ الصَّلَاةَ}[البقرة: ١٧٧]، ولكن ما المانع من استعمال المصدر على الأصل كما تستعمل الإقامة فإن الشاعر إنما حذف الهاء لإقامة الوزن، والعجب أن المحشى والشارح لم يتعرضا لذلك،
• في قنت قته قده وقلله وهيأه وجمعه قليلاً وأثره قصه ورجل قتات وقتوت نمام، فذكر النعت من هذا المعنى من دون الفعل، وحق التعبير أن يقال وقت الحديث نمه على أن تخصيصه القتات بالنمام يوهم أنه لا يستعمل في غيره وليس كذلك،
• الأبث الأشر وزنًا ومعنى وابث كفرح شرب لبن الإبل حتى انتفخ وأخذ فيه السكر والوجه أن يقال أبث كفرح اشر وشرب لبن الإبل الخ،
• في قعث قعثه تقعيثًا استأصله فانقعث وهو يوهم أنه لا يقال قعثه فانقعث مع أن صاحب المحكم صرح به،
• في مرج والمرجان صغار اللؤلؤ وقال في الذال البسذكسكر المرجان معرب قلت القول الأول مسبوق إليه غير أن بعض أهل اللغة حكوا فيه خلافًا، قال الصغاني في العباب والمرجان صغار اللؤلؤ والمرجان البسذ عند بعضهم وقال في الذال البسذ المرجان فارسي معرب قاله الأزهري وعبارة المحكم المرجان اللؤلؤ الصغار أو نحوه، وعبارة المصباح والمرجان قال الأزهري وجماعة هو صغار اللؤلؤ وقال الطرطوشي هو عروق حمر تطلع من البحر كأصابع الكف قال وهكذا شاهدناها بمغارب الأرض، وقال الزمخشري في تفسير قوله تعالى:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}[الرحمن: ٢٢] اللؤلؤ الدر والمرجان هذا الخرز الأحمر وهو البسذ وقيل اللؤلؤ كبار الدر والمرجان صغاره اه، فكان على المصنف أن يحكي القولين، يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ في زرج زرجه بالرمح زجه وفي بعض جلبة الخيل أي في بعض اللغات وعبارة المحكم الزرج جلبة الخيل وأصواتها وزرجه بالرمح زجه، قال ابن دريد وليس باللغة العالية وهو عكس معنى المصنف،
• الونج محركة ضرب من الأوتار أو العود أو المعزف فلو قال آلة من آلات الطرب لكان أولى على أن المعزف هو العود كما صرحت به عبارته في عزف والأوتار ليست بآلة ولا آلات على أنه عرف الوتر في مادته بأنه شرعة القوس معلقها ويفهم من عبارة الشارح أن الونج فارسي معرب، وعبارة المصنف فيه مبهمة وفي شفاء الغليل الونج عود الطيب معرب والظاهر أنه خطأ،
• الهزامج الصوت المتدارك والميم زائدة والهزمجة كلام متتابع واختلاط صوت زائد فكان حقه أن يقول بعد قوله زائدًا والميم زائدة فيهما ثم إنه ذكر الهزلجة اختلاط الصوت والخمرجة الاختلاط والخفة والسرعة ولفط الناس ولم ينبه على زيادة اللام في الهزلجة ولا على زيادة الميم في الهمرجة،
• في جنح الجناح اليد ج أجنحة وأجنح والعضد والإبط والجانب ونفس الشيء ويضم والروشن والمنظر قلت المعنى الأول مأخوذ من قوله عليه الصلاة والسلام في حق جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أن الله قد أبدله بيديه جناجين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ومن قوله تعالى: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ