للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس عنه مجيب وتمام الغرابة أن خلافه هذا لم ينبه عليه في هامش الكتاب. الثاني أن الإمام الفيومي صاحب المصباح خالف الرضي وغيره في جعله بناء تفعال مقيسا من كل فعل ثلاثي ونص عبارته في مادة عسف وهو راكب التعاسيف وكأنه جمع تعساف بالفتح مثل التضراب والتقتال والترحال من الضرب والقتل والرحيل والتفعال مطرد من كل فعل ثلاثي اه ويؤيد, قول الإمام المحشي عند قول المصنف الأخذ التناول كالتأخاذ هو مصدر جيء به على تفعال بالفتح مبالغة وقررنا غير مرة أنه يبنى من الثلاثي لقصد المبالغة كالنّسيار والتعذال فذكره ليس من اللوازم ولكن قال بعد قول المصنف في الخطبة ولما أعياني الطلاب وفي نسخة التطلاب تفعال من الطلب وهو بنا ءيؤتى به للمبالغة في المصادر نحو التذكار والتكرار والتطواف وما لا يحصى بل هو عند بعض أئمة الصرف من المقيس كأوزان المبالغة في الأسماء اه فذكره إذا من اللوازم وكذلك قول الإمام المناوي أنه من المصادر القياسية يؤتى بها غالبا للمبالغة له وجهان كذا يظهر لي. الثالث أن أهل اللغة أوردوا التفعال من الثلاثى والرباعي معا فإن الجوهري أورد التكرار من كرر ونص عبارته وكررت الشيء تكريرا وتكرارا فالظاهر أنه مشى على مذهب الكوفيين كما تقدم عن الرضى والمصنف أورده من كر وكرر جميعا ونص عبارته كر عليه كرا وكرورا وتكرارا عطف وكرره تكريرا وتكرارا وتكرة كتحلة إعادة مرة بعد أخرى وعبارة المصباح وأفناه كر الليل والنهار أي عودهما مرة بعد أخرى منه اشتق تكرير الشيء وهو إعادته مرارا والاسم التكرار وهو خلاف قوله أولاً أنه يبنى من كل فعل ثلاثي وقال المصنف في ذرف الدمع ذرفا وذرفانا وذروفا وذريفا وتذرافا سال إلى أن قال وذرف دمعه تذريفا وتذرافا وتذرفه صبه ولو قال اسأله لكان أولى وقال في سجم سجم الدمع سجوما وسجاما إلى أن قال وسجمه هو واسجمه وسجمه تسجيما وتسجاما وقال في جول جال في الحرب جولة وفي الطواف جولا وجولانا محركة وجول تجوالا ونحوها عبارة الجوهري والإمام الزمخشري قصره في المفصل على الثلاثي ونص عبارته والتفعال كالتهدار والتلعاب والترداد والتجوال والتقتال والتيسار بمعنى الهدر واللعب والرد والجولان والقتل والسير مما بني لتكثير الفعل والمبالغة فيه. الرابع كما أنهم اختلفوا في إيراد التفعال من الثلاثي والرباعي كذلك اختلفوا في إيراده من اللازم والمتعدي فإن الجوهري قال في سكب سكبت الماء سكبا أي صببته وسكب الماء بنفسه سكوبا وتسكابا وانسكب بمعنى وعبارة المصنف سكب الماء سكبا وتسكابا فسكب هو سكوبا صبه فانصب. الخامس أن حكم هذا المصدر في عمله النصب كحكم غيره من المصادر وعليه قول طرفة وما زال تشرابي الخمور ولذتي البيت. السادس أن المصنف قد فاته من صيغة تفعال كثير وكذلك الجوهري وغيره فإن كانت قياسية كما قال

<<  <   >  >>