للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو الفتح: أي به يضن على البرية لا بالبرية عليه، ووجه الضن هنا أن يكون فيهم مثله حسداً لهم عليه، وعليه منها لا عليها يُوسى، أي: عليه منها يُحزن إذا هلك لا عليها إذا هلكت. أي: ليس فيهم من مستحق للحزن عليه إذا هلك غيره، ويجوز أن يكون أراد أن يُوسى عليه أن يكون منها، لأنه أشرف منها، فإذا عُدَّ منها فقد بُخس حقه، واستحق أن يُحزن له إذ كان يرفعها وتضعه.

قال الشيخ: ذكر ما عنده، وعندي أن الرجل يقول: فيه يُضن على البرية أن تُفدى به لا بالبرية عليه أن يُفدى بهم والأسى من جملتهم على فقده يكون لا على جملتهم دونه.

وقال من قصيدة أولها:

(أَنْوَكُ مِنْ عبدٍ ومِنْ عِرسهِ ... مَنْ حكَّم العبدَ على نفْسهِ)

قال أبو الفتح: الهاء في عرسه تعود على من، ومن مرفوعة بالابتداء، وخبرها أنوك، كما تقول: أحسن من هندٍ ومن أخيه زيدٌ، والتقدير: الذي يحكم العبد على نفسه أنوك من عبدٍ ومن عرس نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>