(ولستُ بدُونٍ يُرتجَى الغيثُ دونَه ... ولا مُنتهى الجودِ الذي خلْفَه خلْفُ)
قال أبو الفتح: أي لست بقليلٍ من الرجال ولا صغير المقدار. تقول: هذا دونُ من الرجال، وكذلك دونُ أبداً، إذا أردت به التَّقليل والتَّصغير، ورفع الخلف، لأنه جعله اسماً لا ظرفاً.
قال الشيخ: الممدوح لا يُوصف بأنه ليس بالدون، فإنه قدحٌ لا مدحٌ، وعندي أنه يقول: محلُّك فوق الغيث والسحاب، ولا يُرتجى الغيث دونك، وإنما تُرتجى دون الغيث، ويؤيده المصراع الثاني، ولست بمنتهى الجود الذي يكون وراءه وراء وخلفه خلفٌ، وإنما أنت المنتهى الذي ما بعده بعدٌ.