للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قافية الذَّال

وقال في قصيدة أولها:

(أمُساورٌ أم قرنُ شمسٍ هذا؟ ... . . . . . . . . . . . . . . .)

(جَمَدتْ نُفُوسُهمُ فلَمَّا جئْتَها ... أجريتَها وسقيتَها الفُولاذا)

قال أبو الفتح: أي قست قلوبهم، وصبروا، وشجعوا، واشتدوا كالشيء الجامد، وقوله: أجريتها أي: أسلت دماءهم على الحديد، فصارت بمنزلة الماء الذي يُسقاه الفولاذ.

قال الشيخ: المعنى عندي نقيضه، فإنه وصفهم بالشجاعة والصبر والثبات وما هو كذلك. والرجل يقول: لما رأوك جمدت نفوسهم وبردت دماؤهم فلم تملك حراكاً، ولم تجد مساكاً من خوفك، فلما جئتها أجريتها بحر الضَّرب، فسقيتها الحديد. وفي الخبر: حر السيوف محَّاءٌ للذنوب، وأنباك أن للضرب حراً يُذيب النفس الجامدة، وكأن فيه شطراً مما قيل:

فأتوكَ من تبكى الأكفِّ كأنَّما ... جمدت سيوفُهمُ على الأجفانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>